الخميس، 26 فبراير 2009

الأولاد يتعلمون حسبما يعاملون



- الأولاد يتعلمون حسبما يعاملون
- إذا عومل الولد بإنصاف فإنه يتعلم العدل
- إذا عومل الولد بتشجيع فإنه يتعلم الثقة
- إذا عومل الولد بتأييد فإنه يتعلم عدم الركون للغير
- إذا عومل الولد بتسامح فإنه يتعلم العفو
- إذا عومل الولد بأمان فإنه يتعلم الصدق
- إذا عومل الولد بصداقة فإنه يتعلم حب الآخرين
- إذا عومل الولد بالمدح فإنه يتعلم التقدير
- إذا عومل الولد بسخرية فإنه يتعلم الانطواء
- إذا عومل الولد بعداوة فإنه يتعلم الكراهية والحقد
- إذا عومل الولد بالقسوة فإنه يتعلم العناد
- إذا عومل الولد بانتقاد فإنه يتعلم التنديد
- إذا عومل الولد بتأنيب فإنه يتعلم الشعور بالذنب

الاثنين، 16 فبراير 2009

فن التعامل مع الأبناء في مرحلة الطفولة



فن التعامل مع الأبناء في مرحلة الطفولة
إن مرحلة الطفولة مرحلة مهمة جداً في بناء شخصية الابن، ورغم أن الآباء يهتمون بتكوين الأسرة واختيار الزوجة إلا أنهم لا يهتمون بأسلوب تربية الأبناء، وإنما يستخدمون ما تيسر من أساليب التربية وما بقي في ذاكرتهم من أساليب الآباء، رغم أنها قد لا تكون مناسبة، بل إن بعض الآباء يهمل تربية ابنه بحجة أنه صغير وأنه مشغول بكسب المادة والأنس مع الأصدقاء أو القيام ببعض الأعمال المهمة، فإذا أفاق أحدهم إلى أبنائه وعاد إلى أسرته.. إذا الأبناء قد تعودوا عادات سيئة وألفوا سلوكاً لا يليق، وهنا يصعب توجيههم وتعديل سلوكهم.
إن مسؤولية تربية الأبناء مسؤولية عظيمة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: "الرجل راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية ومسئولة في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها"، (رواه البخاري ومسلم). إن الآباء الذين أهملوا تربية أبنائهم في الصغر واستخدموا أساليب غير مناسبة فرطوا في أغلى ثروة يملكونها، وماذا تنفع المادة بعد ضياع الأبناء؟! وما يفيد السهر مع الأصدقاء والأب سوف يتجرع الألم حينما يُصدم بعقوق ابنه وانحراف سلوكه؟! وأخيراً يتحرك الآباء لإصلاح سلوك أبنائهم، ولكن هيهات.. لقد قسا عوده وتعوّد الإهمال وممارسة ألوان السلوك السيئ.
أما الآباء الذين أحسنوا تربية أبنائهم فسوف يجنون ثماراً يانعة من صلاح أبنائهم واستقامتهم مما يسعدهم في الدنيا والآخرة ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، (رواه مسلم.
توجيهات من الكتاب والسنة حول تربية الأبناء:
يقول الله سبحانه وتعالى: \يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ\ [التحريم: 6].
يقول ابن كثير: أي تأمر نفسك وأهلك من زوجة وولد وإخوان وقرابة بطاعة الله، وتنهى نفسك وجميع من تعول عن معصية الله تعالى، وتعلمهم وتؤدبهم، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتأمرهم به وتساعدهم عليه.
قال الفقهاء: وهكذا الصوم ليكون ذلك تمريناً له على العبادات؛ لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية وترك المنكر،


خصائص النمو لدى الأبناء في مرحلة الطفولة وفنيات التعامل معها:
الخصائص الجسمانية:
يصبح النمو الجسمي للأطفال في هذه المرحلة سريعاً، خاصة من ناحية الطول، وتصل عضلاته إلى مستوى مناسب من النضج، مما يعينه على ممارسة الحركات الكلية، مثل: الجري والقفز والتسلق، أما عضلاته الصغيرة والدقيقة فإنها تنمو بشكل أقل في هذه المرحلة المبكرة، لذا فإنه ينبغي ملاحظة ما يأتي:
o أنه قد يبدو من الأبناء في هذه المرحلة: التململ، وعدم الاستقرار، والضوضاء في أثناء جلوسهم فترة طويلة على وتيرة واحدة في البيت أو الفصل، وهذا يلاحظ لدى طلاب الصف الأول الابتدائي.
o لا يزال التآزر الحركي الدقيق في بدايته؛ لذا فإنه يحسن التدرج في تعليمهم الكتابة، حتى لا ينمو لديهم اتجاه سلبي تجاه الكتابة والمدرسة بشكل عام.
o يجد بعض الطلاب صعوبة في تركيز النظر على الحروف الصغيرة والأشياء الدقيقة.
o لابد من الاعتناء بأمر الطفل بأداء الصلاة، نظراً لقدرته الجسمية على ذلك، وللتوجيه النبوي الشريف، ولما لذلك من أثر على سلوكه مستقبلاً.
الخصائص العقلية:
يزداد النمو العقلي، ويستطيع الطفل في هذه المرحلة إدراك العلاقة عقلياً بعيداً عن التجريد، وتزداد قدرته على الفهم والتعلم وتركيز الانتباه، وتكثر لدى الأبناء الأسئلة؛ لذا يلاحظ ما يأتي:
o أن الأبناء في هذه المرحلة شغوفون بالسؤال، ومعرفة الأشياء التي تثير انتباههم؛ لذا فاستغلال هذه الفترة وتقديم المعلومات بأسلوب شيق وسهل يساعدهم على تحقيق الفائدة المرجوة.
o يحرص الأبناء على التسميع والإجابة أمام الأب والأم والمعلم، سواء كان الجواب صحيحاً أو خاطئاً، وهنا يبرز دورنا في ضبط النقاش وإدارته بحيث يتحدث كل ابن في دوره، مع تشجيع الأبناء على الإجابة الصحيحة وعلى النقاش والتفكير والتأمل.
الخصائص الانفعالية:
ينمو السلوك الانفعالي، ويتميز بالتنوع، مثل: الغضب والخوف والحنان والغيرة، ولكنه غالباً لا يدوم على وتيرة واحدة لفترة طويلة، وهنا ينبغي التنبه إلى أن الأبناء في هذه المرحلة بحاجة إلى الثناء والتشجيع، سواء بالألفاظ أو من خلال الجوائز العينية الرمزية التي لها أثر كبير في نفوسهم.
الخصائص الاجتماعية:
تبرز الحياة الاجتماعية لدى الأطفال في هذه المرحلة من خلال جماعة الأصدقاء، حيث يميل الطفل إلى اللعب مع أقرانه في المنزل والمدرسة، ويسودها التعاون والمنافسة وممارسة الأدوار القيادية، ولذا ينبغي أن نعمل على أن تكون المنافسة بين الأطفال بريئة بعيدة عن الغيرة والحسد، وأن يُشجع الطفل على تكوين شخصية قوية من خلال الألعاب المفيدة وممارسة الأدوار الاجتماعية الناجحة.
*ويتأرجح الطفل في هذه المرحلة بين الميل للاستقلال الاجتماعي وبقايا الاعتماد على الآخرين، وبشكل عام فإنه يزداد وعي الطفل بالبيئة الاجتماعية ونمو الألفة والمشاركة الاجتماعية؛ لذا ينبغي مراعاة ما يأتي:
o يهتم الأطفال بالألعاب الجماعية المنظمة؛ لذا يحسن توفير الألعاب المفيدة، وإعطاء الطفل الفرصة للعب؛ لتحقيق الثقة بالنفس والنجاح.
o تكثر المشاحنات بين أبناء هذه المرحلة، وهنا يأتي دور المربي في حسن حلها، ومعرفة من تكثر لديه المخاصمات وأسبابها؛ لإعارته الاهتمام المناسب.
o يستعمل بعض الأطفال كلمات غير لائقة، كما يميل بعض الأطفال إلى النميمة، ويصدر ذلك لأسباب، منها لفت النظر إليهم؛ لذا يبرز دور المربي في تعليم الأطفال أحسن الألفاظ والآداب.
o إن هذه المرحلة تتصف بالتنافس بين الأطفال، ودور المربي هو استثمار هذا التنافس ليكون حافزاً لحفظ كتاب الله تعالى وللتعليم دون أن يترك آثاراً سالبة.
o في هذه المرحلة تبرز فطرة التدين، فيحاكي الطفل والديه في الصلاة وتلاوة القرآن وحفظ بعض الآيات والأذكار، وتبرز جوانب الخير في نفس الطفل؛ لذا ينبغي للمربي أن يرعى هذه الفطرة وينميها بالمعلومات الصحيحة المناسبة والقدوة الحسنة.
توجيهات للتعامل مع الأبناء:
هذه بعض التوجيهات التربوية حول تربية الأبناء الأطفال وهي ما يأتي:
o تبدأ تتحدد شخصية الابن أو البنت من السنة الثانية؛ لذا لابد أن نبدأ معه بترسيخ العقيدة، وحب الله، والآداب الإسلامية، والصدق، والتقدير، بالرفق والأسلوب الحسن، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه"، (رواه مسلم). وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" (رواه مسلم.
وقد أثبتت الدراسات والبحوث التي أجريت في هذا المجال أن لأساليب التربية الخاطئة ـ مثل العنف أوالتدليل ـ آثارا سلبية على تربية الأبناء وسلوكهم.
o زرع المحبة والعطف:
يحتاج الطفل إلى أن يكون محل محبة الآخرين وعطفهم، ويتغذى عاطفياً من خلال ما يجد من أمه وأبيه وذويه، كما يتغذى جسدياً بالطعام الذي ينمي جسده ويبعث فيه دفء الحياة، وقد وجه شرعنا المطهر إلى ذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابس فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من لا يرحم لا يُرحم"، (متفق عليه.
هكذا يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تكوين العلاقة العاطفية مع الأنباء، ولأنهم حينما يحرمونها من الآباء والإخوان سوف تتأثر صحتهم النفسية، وقد يلجؤون إلى أصدقاء السوء الذين يحاولون أن يصطادونهم بالعبارات المنمقة ثم يوقعونهم في الانحرافات.
o الحاجة إلى اللعب والمغامرة والمخاطرة:
يحتاج الأطفال للعب والمغامرة من خلال لون النشاط والألعاب التي يقومون بها؛ وذلك لتجريب قدراتهم ولاكتساب مزيد من القدرات والتغلب على الصعوبات ويبالغ بعض الآباء والأمهات في منعهم، إلا أن شيئا من المغامرة والتجريب مهم لنمو شخصية الطفل وقدراته.
o ملاحظة المواهب والقدرات لدى الأبناء:
والاهتمام بجوانب الإبداع لدى الابن ورعايتها بما يناسبها ويتوفر لدى الأب، فتقديم تلك الرعاية سوف يفيد الابن كثيراً، ورغم أهمية رعاية الأبناء الموهوبين من المؤسسات التربوية إلا أنه ينبغي ألا بهمل الأب ابنه وينتظر المؤسسات الأخرى.
o الحاجة إلى الأمن:
يدرك الأطفال ما هم عليه من ضعف، ويشعرون بحاجتهم إلى من يحميهم ويرعاهم، وهم يحتاجون إلى حضن دافئ ممن هم أكبر منهم سناً وأعظم قدرة، ويلجأ الإنسان كلما انتابه ما يهدده أو يفزعه إلى تلك القوة التي تمده بالأمن والاستقرار؛ ولذا ينبغي أن تستثمر في تعليقهم بالله والاعتماد عليه؛ لأنه هو سبحانه مصدر قوة المسلم وأمنه وسعادته.
الطرق التي تظهر بها لأولادك أنك تحبهم :
o اقض بعض وقت مع أولادك كل منهم على حدة، سواء أن تتناول مع أحدهم وجبة الغذاء خارج البيت أو تمارس رياضة المشي مع آخر، أو مجرد الخروج معهم كل على حدة، المهم أن تشعرهم بأنك تقدر كل واحد فيهم بينك وبينه دون تدخل من إخوته الآخرين
o ابن داخلهم ثقتهم بنفسهم بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها وليس فقط تقدير النتائج كما يفعل معظمنا.
o احتفل بإنجازات اليوم، فمثلا أقم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك اشترك في فريق كرة القدم بالمدرسة أو لأن الثانى حصل على درجة جيدة في الامتحان، وذلك حتى يشعر كل منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته، ولا تفعل ذلك مع واحد منهم فقط حتى لو كان الآخر لا يمر بأحداث خاصة ابحث في حياته وبالتأكيد سوف تجد أي شئ، وتذكر أن ما تفعله شئ رمزي وتصرف على هذا الأساس حتى لا تثير الغيرة بين أبناءك ثم تصبح بينهم العداوة بدلا من أن يتحابوا ويشاركوا بعضهم البعض.
o علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا قل له "يبدو أنك قضيت وقتا ممتعا في المدرسة اليوم".
o اخرج ألبوم صور أولادك وهم صغار واحكي لهم قصص عن هذه الفترة التي لا يتذكرونها.
o ذكرهم بشئ قد تعلمته منهم
o قل لهم كيف أنك تشعر أنه شئ رائع أنك أحد والديهم وكيف أنك تحب الطريقة التي يشبّون بها.
o اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه فأنت بذلك تريهم كيف أنك تحترم قراراتهم.
o اندمج مع أطفالك في اللعب مثلا كأن تتسخ يديك مثلهم من ألوان الماء أو الصلصال وما إلى ذلك.
o اعرف جدول أولادك ومدرسيهم وأصدقاءهم حتى لا تسألهم عندما يعودون من الدراسة بشكل عام "ماذا فعلتم اليوم" ولكن تسأل ماذا فعل فلان وماذا فعلت المدرسة فلانة فيشعر أنك متابع لتفاصيل حياته وأنك تهتم بها.
o عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك لا تكلمه وأنت مشغول في شئ آخر كالأم عندما تحدث طفلها وهي تطبخ أو وهي تنظر إلى التلفيزيون أو ما إلى ذلك ولكن اعط تركيزك كله له وانظر في عينيه وهو يحدثك.
o شاركهم في وجبة الطعام ولو مرة واحدة في اليوم، وعندئذ تبادل أنت وأولادك التحدث عن أحداث اليوم، وأكرر لا تسمعهم فقط بل احكي لهم أيضا ما حدث لك.
o اكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع أو نكتة وضعها جانبهم في السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمين أو في شنطة مدرستهم حتى يشعرون أنك تفكر فيهم حتى وأنت غائب عنهم.
o أسمع طفلك بشكل غير مباشر وهو غير موجود (كأن ترفع نبرة صوتك وهو في حجرته) حبك له وإعجابك بشخصيته.
o عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة ضعها لهم في مكان خاص في البيت وأشعرهم أنك تفتخر بها.
o لا تتصرف مع أطفالك بالطريقة التي كان يتصرف بها والديك معك دون تفكير فإن ذلك قد يوقعك في أخطاء مدمرة لنفسية ابنك.
o بدلا من أن تقول لابنك طريقتك خطأ قل له لما لا تفعل ذلك بالطريقة الآتية وعلمه الصواب.
o اختلق كلمة سر أو علامة تبرز حبك لابنك ولا يعلمها أحد غيركم.
o حاول أن تبدأ يوما جديد كلما طلعت الشمس تنسى فيه كل أخطاء الماضي فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن توقعك في حب ابنك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبه.

الخميس، 5 فبراير 2009



إبنى الداعى الصغير

تعد تربية الأطفال
وإعدادهم إيمانياً وسلوكياً من القضايا الكبرى التي تشغل حيز واهتمامات المصلحين على مرّ العصور , وإليك :الخطوات العملية التي من شأنها أن تسهم بشكل فعال - بإذن الله - في صناعة طفل يحمل همّ الإسلام.
إذا أردنا أن نزرع نبتة، فإننا نقوم بغرس بذرتها الآن .. ونظل نسقيها ونعتني بها كل يوم، من أجل شيء واحد .. ألا وهو الحصول على ثمرة حلوة .. تلذّ لها أعيننا وتستمتع بها أنفسنا.

ولكن !! ماذا لو كان الهدف أسمى، والحلم أكبر، وأبناؤنا زهور حياتنا..

أين نحن من صناعة هدف غالٍ وعزيز لمستقبلهم ؟! أين الأم من رعاية فلذة كبدها بقلبها الرؤوف ليلاً ونهاراً، من أجل حلم فجر مشرق "ابن وابنة يحملان همَّ الدعوة بين جنباتهم البريئة"، يرفعان جميعاً راية الدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة، قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33].

*إن مستقبل أمة الإسلام أمانة تحملها كل أمٍ، وكل أب ، وكل مربٍ، وكل مسؤول عن فلذات الأكباد. حث الأبناء بكل جد على القيام بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، و الحرص على إلحاق الأبناء بدور التحفيظ له النصيب الأكبر في الاختيار بعد أداء الصلاة ثم الحرص الكبير على اختيار رفقة صالحة للأبناء ومعرفة رفقائهم.

ومن بعض الامثلة التى ناقشتها بعض الامهات فى كيفية صنع طفل يحمل هم الاسلام

التنشئة المبكرة

"منذ صغر أبنائي وأنا أشجعهم على الانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما أتّبع معهم أسلوب معرفة الله سبحانه وتعالى وغرس محبته في أنفسهم، ودعائي لهم المستمر بالهداية. كما أشجعهم دائماً على طلب العلم الشرعي ليتقرّبوا من الله عز وجل بمعرفة أحكامه".

العبادة الشرعية منذ الصغر

"أحرص على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وبالنسبة للأولاد يبدؤون في تأدية الصلوات الخمس في المسجد من المرحلة الإبتدائية، وأحرص على الرفقة الصالحة لهم سواء داخل المدرسة أو خارجها، وبناتي ألبسهن الحجاب والعباءة على الرأس من سن مبكرة حتى يتعودن عليها بعد ذلك".

أم وصديقة!!

"أولاً: لا بد أن أكون صديقة لأبنائي قبل أن أكون أمهم كي أكسبهم ويكون لي تأثير بإذن الله عليهم.

ثانيًا: أبدأ بإصلاح نفسي؛ حتى لا يروا مني أي خطأ يهز ثقتهم بي، وحتى يكون لنصيحتي الصدى الأقوى عليهم، وأحببهم بأماكن الخير، وأجعلهم يتعاونون معي لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

تنافس شريف

"أحرص على تحقيق التنافس فيما بينهم في حفظ بعض السور والأدعية، وأشجعهم عندما يقومون بتصرف حسن ليستمروا عليه، واقتناء بعض الأشرطة التي تعلمهم الآداب الإسلامية وأشتري أقراص الكمبيوتر الهادفة، وأحكي لهم قصصاً هادفة مفيدة".

جلسة حوار

"أجلس مع أبنائي جلسات حوار بنّاء، وأتحدث معهم بكل واقعية ومصداقية عن كل الأمور التي لا يفهمونها، ولدينا أيضاً جلسات ممتعة على (النت) مع مواقع هادفة تحوي كل ما يهم الأطفال من الأسئلة والقصص".




أساعد أطفالي

"أزرع الوازع الديني في أطفالي، وأوضح لهم الحلال والحرام والجنة والنار، وأساعد أطفالي على اختيار الصديق المناسب لهم، ودائماً أستمع إليهم، وأوجههم بدون كلل أو ملل، وأخاطبهم بصوت هادئ ومنخفض ولا أستخدم العقاب الشديد عند الخطأ".

قدوتهم الرسول صلى الله عليه وسلم

"أربّي أبنائي على أذكار الصباح والمساء وأجعلهم يتّخذون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لهم في جميع تصرفاتهم، وأهذّب من سلوكهم سواء داخل المنزل أو خارجه، وأخيراً أشتري لهم القصص والأشرطة الدينية الهادفة".

التربية الصالحة أساس تأسيس طفل يحمل هم الإسلام،
ولكن كيف نغرس في أبنائنا حب الدعوة إلى الله؟

"جميل أن نغرس حب الدعوة في عروق أبنائنا منذ الصغر، فالدعوة ثمرة من ثمار العلم، والأجمل من ذلك أن نحلّق مع أبنائنا ليكونوا دعاة إلى الله يدعون أنفسهم ويدعون الآخرين.



وهذه همسات بسيطة لمن تهفو نفسه
لأن يرى أبناءه دعاة صالحين:

1ـ ليكن لديك اهتمام بالتغذية الفكرية الصائبة؛ فالدعوة بلا علم دعوة بلا رصيد، فلا بد أن نغذي الطفل برصيد من المعلومات بقدر ما يحتاجه لكي يثبت في كل خطوة، فالطفلة التي تمتنع عن ارتداء الملابس القصيرة أو البنطال، لا بد أن تعرف لماذا تركتها، وأن تدعو زميلاتها أيضاً إلى ذلك.

2ـ قص القصص من القرآن الكريم والسنة والسلف الصالح، وتذكيرهم بمواقف صغار الصحابة في الدعوة إلى الله، إضاءات جميلة لها أثرها في نفوس أبنائنا.

3ـ استثمار أوقات الزيارات في عمل برامج مسلية يتخللها مسابقات مفيدة، مع توفير هدايا بسيطة يقدمها ابنك للأطفال.

4ـ قد نحتاج لمرافقة أبنائنا في بعض الأماكن كالأسواق والمستشفيات، فما أروع أن نعوّد أبناءنا توزيع بعض الأشرطة والكتيبات أثناء هذه الجولات.

5ـ ما أجمل أن يتحلق الأطفال -كل حسب جنسه- وأن يكون من بينهم من يقص عليهم ما سمعه من شريط أو ما قرأه من كتيب، وحتى ينجح الطفل في جذب زملائه فليكن له محاولات في المنزل يقيمها الوالدان .

6ـ إشراكهم في المكتبات العامة التي تنمّي فيهم روح العلم والمعرفة، وبالتالي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

7ـ زيارة المراكز الاجتماعية ودور الأيتام وتقديم الهدايا لإخوانهم لها أبلغ الأثر في نفوس الطرفين.

ولنا وقفة واقعية مع أطفال بدأت غراس التربية الحميدة تعطي ثمارها فيهم، فهذا طفل يأمر بالمعروف، وتلك طفلة تنهى عن المنكر.


لقطات سريعة

ـ طفلة صغيرة تدّخر من مصروفها الشخصي وتودعه في صناديق التبرعات، وتحثّ من هم أكبر منها على هذا العمل.
ـ طفل كلما فتح أبوه التلفاز، يطلب منه أن يخفض صوت الموسيقى الصاخبة عند الفاصل، وبعدم النظر إلى النساء.
ـ طفلة رأت صديقتها لا تعرف كيف تؤدي الصلاة، فوجهتها للمصلى وعلّمتها كيف تؤديها، ثم جاءت إلى أمها وسألتها : امى هل لي أجر في ذلك؟
فقالت لها الأم : نعم , وشجعتها كثيراً على ذلك.
ـ طفل نصح أقاربه الأولاد بعدم سماع الغناء الفاحش وقرأ عليهم الآية الكريمة
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } [الحديد:16]

توظيف قدرات الطفل لخدمة دينه

من الضروري أن يهتم المربون بمساعدة الطفل على أن يفهم نفسه، وعلى أن يستعمل إمكاناته الذاتية وقدراته المهارية واستعداداته الفطرية، لتحقيق إسلامه وخدمة دينه، فيبلغ بذلك أقصى ما يكون في شخصيته الإسلامية وفاعليته الاجتماعية.

إن تربية الطفل التربية الإسلامية الصحيحة هي التي توظف طاقات الطفل لكي يمارس تأثيره في مجتمعه وفق ما تعلمه وعمل به من دينه؛ إذ لا بد أن يوجه الطفل لعبادة الله وحده، وهو أول ما يجب عليه أن يتعلمه ويلتزم بأدائه. ثم توجيه طاقاته إلى أداء حقوق الآخرين والإحسان إليهم، مع تعويده على ممارسة الدعوة إلى ما تعلمه وفهمه، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الطفل إذا شبّ ودأب على ممارسة الدعوة إلى الله على حسب فهمه واستيعابه -وهو حصيلة تربيته الدينية-، فبعون الله وتوفيقه يجني الآباء والأمهات ثمرات ذلك ناشئاً مؤهلاً للقيام بأعباء الدعوة حاملاً همَّ الإسلام والمسلمين. فالأطفال متى ما تربّوا على هذا الدين قادرون على أن يمارسوا مهمة الدعوة مع أقرانهم وزملائهم وإخوانهم وأسرهم، بل حتى في الطريق كما في موقف الطفل مع المدخن.


لكن ينبغي للمربين أن يوضّحوا للأطفال مفهوم الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان آدابه وأساليبه اللائقة، حتى لا يقعوا في حرج المواقف الصعبة، وتذكيرهم بالأجر والصبر إن حصل شيء من ذلك، مع مراعاة عدم إشعارهم بالتخذيل والتخويف من القيام بتلك المهمة.

فلنشجع صغارنا على الدعوة إلى الله ؟
أخي الحبيب لو جربت تعويد طفلك على الدعوة إلى الله منذُ الصغر وبطريقة تتناسب مع عمر الصغير وتفكيره إنك بذلك تغرس فيه أشياء كثيرة وجميلة لعل منها:
- تعلمه الامتثال لأمر الله تعالى الذي أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيراه بالتطبيق العملي الواقعي، وأنت تعلم ما في ذلك من الأجر الذي سيأتيك بإذن الله في حياتك وبعد مماتك.
- تغرس في نفسه حب الآخرين والحرص على هدايتهم.
- تجعله يحمل همّ هذا الدين وهمّ تبليغه، وليس فقط قلباً لا يحمل سوى هم اللهو أو متعة زائلة.
- تعوده على الجرأة وطلاقة اللسان وانتقاء الكلام المناسب عند محادثة الآخرين.
- تزرع الثقة في نفسه وأنها قادرة على العطاء والتغيير.
- إعداده وتهيئته منذُ الصغر ليكون فرداً إيجابياً له دوره في المجتمع وليس فرداً يواجه مواقف الحياة بسلبية لا تقدم ولا تؤخر، فتعويد الطفل منذُ صغره على أمر ما أسهل بكثير من تعويده عليه حال الكبر.
إنّ الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا تلين إذا كانت من الخشب
- وهناك مواقف كثيرة لدعوة الصغار وما لها من أثر بالغ على الناس ومن تلك هذه المواقف: يقول أحدهم توقفنا عند الإشارة وكان بجانبنا سيارة ترتفع منها أصوات الموسيقى الصاخبة، فقلت لابني الصغير: افتح السيارة وقل للرجل جزاك الله خيراً اخفض صوت الموسيقى الصاخبة فإنها مزعجة فتبسم ذلك الرجل ورفع يديه محيياً ابني وقال: شكراً لك يا حبيبي وأغلقه تماماً.
ويقول الآخر جاء إلى منزلنا عامل ليصلح شيئاً في المنزل فأخرج هذا العامل سيجارة وبدأ يدخن، ورآه ابني الذي يبلغ من العمر قرابة الخمس سنوات، وقال لا تدخن في منزلنا يا عثمان مرة أخرى ألا تعلم أن التدخين حرام وأنت مسلم ؟ لا ينبغي أن تفعل محرماً وقد أعطاك الله الجنة وأعطاك النار ففرق بينهما وأخذ يسرد الكلام له سرداً وعثمان يبتسم ويعجب ووالده بجانبه يبتسم أيضاً ويعجب من كلامه..فلما انتهى خجل منه هذا العامل وقال له لأجلك فقط يا عبد الله سأترك التدخين من اليوم فقال الوالد بل قل لأجل الله تعالى، لا لأجل أحد من البشر حتى يعينك ويأجرك ومنذ ذلك اليوم لم يعد هذا العامل إلى التدخين أبدا ً.
أسأل الله أن يوفقنا لحسن العناية بأبنائنا وأن يقر أعيننا بصلاحهم انه ولي ذلك والقادر عليه. من كتاب ( تجارب دعوية ناجحة ).