الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

الحيــــــــــــــــــــاء


الحيــــــــــــــــــــاء بقلم:ا/ سمية مشهور
يقول رسولنا الكريم: "لكل دين خُلُق، وخلق الإسلام الحياء" (رواه الإمام مالك وابن ماجة)، والحياء في الإسلام خلقٌ رفيعٌ من أعظم الصفات التي يتصف بها المسلم، وأكد الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن الخيرَ كلَّ الخير في الاتصافِ به؛ حيث قال: "الحياء كله خير" (رواه مسلم) و"الحياء لا يأتي إلا بخير" (رواه البخاري
موقع الحياء من الأخلاق:
الحياء منبع الفضائل والقيم كلها، واستمد اسمه من الحياة، والحياء منه ما هو فطري خَلَقه الله في النفوس قبل أن تتلوث؛ كالحياء من كشفِ العورة، وفيه ما هو مكتسب؛ وذلك بتقويةِ الإيمان بالله وتعلُّم الآداب والأخلاق؛ فيمنع المؤمن من فعل المعاصي، وهذا هو المطلوب من الآباء والأمهات أن ينمُّوه في خلق أبنائهم.
فعلينا أن نُميِّز بين الحياء والخجل، فالخجل انكماشٌ وانطواء عن ملاقاةِ الآخرين، أو عدم قول أو فعل الحق في موضعه (جبن)، أما الحياء فهو الالتزام بمناهج الفضيلة والآداب الإسلامية؛ فليس من الخجل أن نعود الأبناء على توقير الكبير، وغض البصر، وكف الأذى عمَّا حرم الله؛ بل يحفظ لسانه وعينه وجميع بدنه عمَّا نهى الله عنه، فنستحي من الله بفعل المعاصي.
علينا أن ننمي خلق الحياء في أبنائنا منذ الصغر، وأن نلتزم به، فمثلاً لا ننهي الأبناء عن النظر المحرم ونحن نُطلق النظر.
نعود بناتنا على اللباس المحتشم حياءً قبل البلوغ؛ حتى تلتزم بالحجاب الصحيح عند البلوغ طاعةً.
الحياء من الله حق الحياء:
نُوضِّح لهم معنى حديث رسول الله- صلى الله عليه و سلم- لأصحابه: "استحوا من الله حقَّ الحياء، قلنا: إنا نستحي من الله يا رسول الله- والحمد لله- قال: ليس ذلك، الاستحياء من الله حق الحياء أن نحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومَن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا وآثر الآخرةَ عن الأولى، فمن فعل ذلك استحيا من الله حقَّ الحياء" (رواه الترمذي.
الرأس وما وعى:
العين (النظر إلى المحرمات)، الأذن (سماع المحرمات والغيبة والنميمة)، الحاجبان (النمص)، اللسان (تلفظ المنهي عنه)، العقل (لا نشغله بمعصية؛ بل بطاعة الله ونفع المسلمين)، الرقبة (عدم الالتفات في الصلاة، وعدم الانحناء لغير الله تعظيمًا.
البطن وما حوى:
القلب (نقي طاهر لا حسد ولا غلّ)، والبطن (تحري الحلال في المطعم)، الفرج.

ذكر الموت:
يدفع المؤمن للسمو بنفسه إلى الفضيلة، ويُعين على تقوى الله.
التخفف من زينة الدنيا:
فإنَّ مُتعَ الدنيا فانية، وقد تتسبب في الحرمان من مُتع الآخرة؛ إذا أخذها الإنسان من حرام، أو استخدمها في حرام، أو أسرف في الحلال، نسأل الله نعيم الآخرة.
كذلك نوضح لأبنائنا كيفية الحياء من الرسول- صلى الله عليه وسلم- وذلك باتباع سنته وكثرة الصلاة عليه.
أما حياؤنا من الملائكة فبعدم إيذائهم بمعاصينا، وعدم التعري دون عذر.
وأيضًا الحياء من الناس، فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "مَن لا يستحي من الناس لا يستحي من الله" (رواه الطبراني)، فلا يجاهروا بالمعصية أمامهم، وما أكثر المعاصي التي يُجاهَر بها الآن، ولا يظهروا للناس ما حرَّم الله إظهاره، ونأسف لما نرى من ملابس النساء المخالفة للشرع، فلنتقِ الله في تربيةِ أبنائنا، ولنلزمهم بشرع الله، كما نربي أبناءنا أيضًا أن يراعوا الآداب والأعراف المشروعة مع الناس، وكف الأذى عنهم، واجتناب التقصير في حقهم.
من الجميل أن نُعلِّم أبناءنا الاستحياءَ من المخلوقات (نبات، حيوان، جماد) فإنهم يذكرون الله، وقد نغفل نحن عن ذكره، فعلينا ألا نستخدمها في معصية فإننا بذلك نؤذيها، فلا نستعمل التلفزيون في معصية، وكذلك الكراسي، وكل الأدوات حولنا، كما لا يصح أن نؤذيه بالكسر أو التشويه بدون سبب.
أما الحياء من النفس فلا يكون إلا بالعفة وصيانتها في الخلوات، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت" (رواه ابن حبان)، فلا نرضى لأنفسنا بمعصيةِ الله ونصونها في الخلوات وعن الدنايا ومساوئ الأخلاق.
فإذا استطعنا توصيل هذه المعاني لأبنائنا، خاصةً الحياء من الله ومن الناس ومن النفس فسوف يكمل فيهم أسباب الخير وتبعد عنهم أسباب الشر.
ومن أمثلة الحياء:
1- فتاتا مدين (عدم مزاحمة الرجال
2- حياء السيدة عائشة من أن تخلغ ملا بسها بعد دفن سيدنا عمر بجوار زوجها وأبيها في حجرتها.
وإليكِ أيها المربى بعض مظاهر الحياء حتى نستطيع تحقيقها مع أبناءنا، فنبدأ بتحقيق ثلاثة أو أربعة مظاهر كل أسبوع ثم نزيد عليها مظاهر أخرى بعد تحقيق السابق، ومن هذه المظاهر:
1- الدعاء بأن يرزقنا الله الحياء. 2- استشعار معية الله في كل وقت.
3- تقوية الإيمان في القلب. 4- خفض الصوت عند الكلام وعند الضحك.
5- تحري الصدق. 6- غض البصر وعدم سماع ما حرَّم الله.
7- الاحتشام أمام المحارم والحجاب أمام غير المحارم.
8- عدم مزاحمة الشباب للفتيات في المواصلات والأسواق.
9- عدم شراء النساء لملابسهن الداخلية من الرجال والعكس.
10- الالتزام بالجدية في الحديث مع غير المحارم حتى في التليفون.
11- الانشغال بذكر الله. 12- عدم الأكل ومضغ اللبان في الطريق.
13- عدم المشاركة في حديثٍ يجرح الحياء وانتقاء الألفاظ المهذبة.
14- عدم تغيير الملابس أمام المحارم (حتى لو كانوا صغارًا وحتى أمام إخوتهم. 15- تحري الحلال في المأكل والمشرب واستشعار نعمة الله.
16- المواظبة على العبادات.
17- الصحبة الصالحة والبعد عن البيئة والصحبة الفاسدة.

وفي النهاية فإن تكلُّف الحياء مرةً بعد مرة ستألفه النفس ويصير طبعًا وسجيةً، وهذا يستلزم التحمل والصبر.
أعاننا الله وإياكم على تنميته في نفوسنا ونفوسِ أبنائنا، والله الموفق.

الخميس، 20 أغسطس 2009



هيا نهيئ أبناءنا لاستقبال رمضان
فرصة كبيرة لتعويدالأطفال الصلاة والصيام
بقلم: الدكتور رشاد لاشين
﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾؟! (الصف: من الآية10).كل ضيفٍ غالٍ عزيزٍ يستعد أهلُه لاستقباله بروح توَّاقة مشتاقة، فتتأهب له النفس، ويهفو له القلب، وتطير له الروح نشوةً وفرحًا ولهفةً لرؤيته ومعانقته والعيش في كنفه، فتجد مراسم الاستقبال، وتهيئة المكان، ونشر الزينة، وجمع الأحباب، وكلما زادت قيمة الضيف زادت تلك المراسم.ولما كان رمضان شهرًا عظيمًا مباركًا كان الصالحون المؤمنون- وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم- يستعدون لاستقباله أعظم استقبال، فكانوا ينتظرونه قبل أن يأتي بـ6 أشهر ويودعونه بعد انقضائه بـ6 أشهر، فهيا بنا من الآن نستعد ونهيِّئ أنفسنا وأبناءنا وبيوتنا لاستقبال هذا الشهر الغالي العظيم المبارك:1- هيا نبث في أبنائنا روح الأشواق وعبير الذكريات للشهر الكريم: هيا نحكي لهم قصصًا من الماضي ونشوِّقهم لخير عظيم ينتظرهم في كل مجال، فرمضان مصدر الرحمات، ومنهل الخيرات، ومنبع البركات، وعلى رأس هذا الخير فضل الله العظيم وثوابه الجزيل وعطاؤه المنان.. "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".2- هيا نذكِّر أبناءنا بالمآثر الرمضانية: المساجد المليئة بالناس، الحافلة بدروس العلم، وصلاة التراويح، واعتكاف العشر الأواخر.. العلاقات الاجتماعية الجيدة والزيارات والولائم الكريمة وجوّ الود وصلة الأرحام.. الحديث عن الانتصارات الرائعة للمسلمين في رمضان عبر التاريخ.. توفيق الله تعالى لعباده الصائمين.3- هيا نهيِّئ أبناءَنا لحُسن التعامل مع المسجد الذي يقضون فيه أوقاتًا طويلةً بخلاف بقية العام: هيَّا نكلمهم عن آداب المسجد واحترامه وتعظيمه والبعد عن الضوضاء والشغب فيه، ونحرص قدرَ الإمكان على تذكيرهم بهذه الآداب قبل كل مرة يذهبون فيها إلى المسجد.4- هيا نصنع جوًّا من السعادة يجعل الطفل يحب الشهر الكريم ويرتبط به: نشتري لهم الهدايا، ونعلق لهم الزينة، ونزيد لهم قدرَ المصروف، وننشر لهم روح البهجة والسرور في كل مكان، ونُشعرهم فرحتَنا وسرورَنا واستبشارَنا بالشهر الكريم.5- هيا نبث فيهم روح الاستعداد الإيماني: هيا يا أبنائي نجدد التوبة مع الله تعالى فنقبل عليه ونفتح صفحةً جديدةً.. هيا نستعد لاستقبال رمضان بعلاقات طيبة مع بعضنا، فنصلح بين المتخاصمين من أصدقائنا، ونحصل على رضا الوالدين حتى يكرمنا الله بالفضل العظيم، وحتى لا نُحرم من فضل رمضان الذي يحرم منه المتخاصمون.6- هيا نهيئ أبناءَنا فقهيًّا: هيا نهتم بمدارسة آداب وفقه الصيام بطريقة مبسطة قبل بداية رمضان من أجل الاستعداد الجيد للأمر قبل الممارسة بدون علم، وبالتالي نتلاشى الوقوع في الأخطاء.. ويمكنك أختاه أن تتعاوني مع بعض الصديقات لجمع الأبناء أو البنات في حلقات لتدريس ذلك أو التنسيق مع بعض الدعاة، مع مراعاة المرحلة السنية للأبناء.7- هيا نُعلن عن جوائز تحفيزية عن كل يوم يصومه الابن لتشجيع الأبناء في مرحلة التدريب على الصيام: "بإذن الله من يصوم يومًا هذا العام سنُكافئه بكذا".8- الإعلان عن احتفالية الصيام لتكريم الصائمين الجدد: فندعو الأقارب والأحباب على وليمة أو حتى حفل شاي أو فاكهة.. كلٌّ على قدر استطاعته، ويتم الاحتفال بالابن أو البنت الصائمة لأول مرة وتقديم الهدايا لها، وإشعارها أنها أصبحت في مرحلة جديدة ومكانة كبيرة؛ بسبب بدء صيامها هذا العام.9- عقد لقاء أسري يضم الزوج والزوجة والأبناء تحت عنوان "هيا نستعد لرمضان"، نجلس معهم، ونتشاور جميعًا عن إعداد برنامج للاستفادة من الشهر الكريم.. هيا نحفِّزهم وسنجد- بإذن الله- عندهم أفكارًا ظريفةً، ولنحرص معهم في هذا اللقاء على الآتي:أولاً: هيا نحدد أهدافنا في هذا الشهر الكريم:أولاً: مع نفسك.ثانيًا: مع أسرتك.ثالثًا: مع أرحامك.رابعًا: مع جيرانك.خامسًا: مع زملائك في المدرسة.سادسًا: مع أمة الإسلام.سابعا:.. وهكذا..ثانيًا: هيا نضع خطةً زمنيةً بحيث نقوم بتوزيع الوسائل التي تخدم الأهداف التي وضعناها على أيام الشهر، وتكون مكتوبةً لنتابع أنفسنا فيها أولاً بأول.ثالثًا: هيا نخطط للآتي:* برنامج للقرآن الكريم؛ بحيث نستزيد من الكم الهائل من الحسنات المضاعفة، ونحرص على أن نختم القرآن عدة مرات، ونحرص على حفظ قدر من القرآن الكريم يوميًّا.* برنامج للدعاء: هيا نحدد مطالبنا، ونكتب أدعيتَنا، ونحرص على ترديدها في هذا الموسم العظيم، ولنسأل ربنا- تبارك وتعالى- معاليَ الأمور، فهو الجواد الكريم.* هيا نخطط برنامجًا للتزود من العلم.* هيا نخطط برنامجًا للزيارات.* هيا نخطط للصدقات، ولتحرص الأسرة على زيادة مصروف الأبناء في رمضان لمساعدتهم وتدريبهم على الصدقات وفعل الخيرات.* هيا نعد برنامجًا لتنظيم الوقت خلال يوم رمضان.. وقت تجلس فيه الأسرة معًا- ساعات النوم- أوقات القراءة- أوقات الزيارة- هيا ننظم شئونَنا ونبتعد عن العشوائية ولا نترك أنفسَنا للظروف.هيا نبدأ من الآن بتشجيع أبنائنا- بدءًا من عمر 7- 9 سنوات- على بدء التدريب على الصيام ونقول له: بنيَّ الحبيب.. أنت كبرت بفضل الله وتستطيع التحمل، وأنا واثق أنك بإذن الله قادرٌ على الصيام، ولديك القدرة على التحكم في نفسك وتحقيق البطولة بترك الطعام والشراب خلال يوم الصيام، فأنت تحب الله تعالى والله تعالى يحب الصائمين ويعطيهم أجرًا كبيرًا وعظيمًا، والجنة تتزين للصائمين، وبها بابٌ خاصٌّ للصائمين، اسمُه باب الريان، فهل تريد الدخول منه؟!** كيف نستقبل الشهر العظيم..؟!* نستقبله بنية فعل الخيرات ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: من الآية 77).* ننوي الصيام.* ننوي الحفاظ على الصلاة في المسجد.* ننوي تلاوة القرآن الكريم وحفظَ قدرٍ منه، وكذلك حفظ قدر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.* ننوي صلاة التراويح.* ننوي مساعدة الفقراء والتصدق على المساكين.* ننوي الاعتكاف في المسجد وإحياء ليلة القدر.* ننوي صلة الأرحام وزيارة الجيران.* ننوي كثرة الدعاء والتضرع إلى الله بنصرة إخواننا في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وأن يحفظ (دارفور) وبلاد المسلمين من كيد الأعداء.* نستقبل رمضان بالبهجة والفرحة والغبطة والسرور، فتعلق الزينة الجميلة الرائعة في كل مكان في (البيت والشارع والمدرسة.* نستقبل الشهر الكريم بالبشر والتهنئة، فنهنئ بعضَنا بقدوم الشهر الفضيل (بالزيارة والاتصال الهاتفي)، ونحث أنفسَنا على فعل الخيرات.* نستقبل رمضان بالتنافس في الخير وتحصيل أكبر قدر من الثواب.. يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فيُنزل الرحمة ويحط الخطايا, ويستجيب فيه الدعاء, ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه, ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقيَّ من حُرم فيه رحمة الله عز وجل".. فهيا يا أحبائي نتنافس مع إخواننا وأصدقائنا في فعل الخيرات في هذا الشهر العظيم.سائلين الله عز وجل أن يكرمَنا برمضان كلُّه خيراتٌ، وأن ينعم علينا بالفضل والبركات، وأن ينصر أمتَنا وينجيَها من كل المحن والملمَّات.. اللهم آمين، وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم.


الأحد، 31 مايو 2009

صيف ممتع مع أولادنا


صيف ممتع مع أولادنا
إلى .. الآباء والعاملين في مجال الطفولة
قال صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " وقال عمر بن عبد العزيز " الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما“ فعلى المسلم أن يغتنم كل لحظة من عمره ، وليعلم علم اليقين أن عجلة الحياة لن تدور إلى الوراء فهي في سير حثيث نحو الأمام فحري بكل مربي أن يتفطن لهذا الأمر قبل أن يندم، وليعلم أن تضييع الأطفال لأوقاتهم خطر يهددهم، ويهدد مجتمعنا، لأنه يورث الملل والضجر والكسل والأخلاق السيئة والمعصية وعدم التوازن النفسي ويعمل على النمو الجنسي قبل الأوان .

ومن الأشياء التي يضيع الأطفال أوقاتهم فيها في الأجازة : ( النوم الذي يزيد عن الحاجة الطبيعية للجسم – مشاهدة الفضائيات المتنوعة –الانترنت وألعاب الكمبيوتر المختلفة – المشي في الشوارع أو اللعب فيها – الوقوف على شرفات المنازل وأبواب البيوت ... )

لذلك على المربي الفطن أن يعلم ابنه إنه " لا أجازة في حياته " قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ "، وأن عليه استغلال هذه الفترة في زيادة الحسنات والبعد عن السيئات، لأن المتعة الحقيقية سيشعر بها الابن عندما تنتهي الأجازة ويجد نفسه قد حفظ قدرا جيداً من القرآن أو تعلم مهارة جديدة وخرج في نزهات عديدة ...

وعلى المربي أن يستثمر وقت أبنائه في الأجازة الاستثمار الأمثل وذلك عن طريق تحقيق معادلة " النجاح في الأجازة " وهي :
( التخطيط الجيد للأجازة + التنفيذ الجيد للبرنامج + وسائل جذابة ومناسبة + المتابعة الجيدة للأبناء = أجازة سعيدة ومفيدة )

ومن المهم جدًا أن يشترك الأبناء في وضع برنامج الأجازة حتى لا يشعروا أنهم مجرد منفذين لما يريده الآباء، كما أنَّ ذلك يجعل البرنامج أكثر واقعية؛ حيث إنَّ طموحات وتطلعات الأولاد كثيرًا ما تتعارض مع تصورات الآباء، فالمشاركة في وضع برنامج الصيف يجعله مناسبًا للجميع ،
من الأهداف التي يمكن العمل على تحقيقها في الصيف :
· استثمار وقت الطفل بما هو مفيد ( عقلياً وبدنياً وروحياً ) .
· معرفة أهم الوسائل والأنشطة المناسبة للطفل في الصيف .
· الأجازة الصيفية فرصة جيدة للتقارب الأسري، والارتقاء بالأبناء .
· اكتساب الطفل بعض المهارات الحياتية ( كمبيوتر – رسم – القراءة – البحث – انترنت – لغة ... )
· نشر الأخلاق الصحيحة وسط جموع الأطفال ومنها : ( حب الله تعالى – حب رسول الله صلى الله عليه وسلم – بر الوالدين – احترام الكبير – حفظ القرآن الكريم – الأمانة – حق الجار – النظافة والنظام – التعاون – صلة الرحم – الصدق – الحفاظ على الموارد العامة والخاصة – الحفاظ على البيئة – الشجاعة – العدل – الحرية – الأخوة في الله ... ) .
· معايشة الطفل قضايا المسلمين في كل مكان .

احــــــــذر !!
· غياب الهدف أو سوء تحديده أو كثرة الأهداف وتفريعاتها .
· سوء التخطيط .
· التفكير بالترفيه فقط .
· ضعف المتابعة .
· عدم الإلمام بخصائص وطبيعة الطفل .
· شعور الأبناء أن البرنامج ما هو إلا وعود وأمان غير قابلة للتحقيق ,
· عدم شمولية البرنامج لكل جوانب الطفل المعرفية والوجدانية والمهارية .

الوسائل والإجراءات لبرنامج الصيف مع الأبناء :
· تذكير الأبناء باحتساب النية عند أداء أي عمل فالمسلم مأجور في جميع أعماله حتى الترفيه إن قام بتأديته بنية صالحة مثل : أن يتقوى على عبادة الله وحتى يحس بشكر نعمة الله عليه وغير ذلك .
· حفظ قدر معين من القرآن الكريم يومياً : وذلك حسب طاقة الابن سواء عن طريق حلقات التحفيظ بالمساجد أو الكتاتيب أو من خلال محفظ بالبيت مع ضرورة المتابعة الشخصية والمستمرة له مع إشراك الابن في مسابقات القرآن الكريم المختلفة .
· حفظ الحديث الشريف : وليكن بمعدل حديث واحد أسبوعياً مع مراعاة اختيار الأحاديث التي تحض على مكارم الأخلاق أو التي ترتبط بالصفات التي ستدرب أولادك عليها خلال الأجازة .
· أداء الصلاة في المسجد : وحبذا لو صحبت أبناءك إلى المسجد لتثبيت هذه العبادة الطيبة في نفوسهم .
· حفظ بعض الأذكار : أذكار الصلاة وأذكار الأحوال
· الصيام والصدقة : فمن الممكن تدريب الابن على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وإخراج صدقة أسبوعية كما أن شهر رمضان فرصة للمربي في تعليم ذلك .
· زيادة الوعي الثقافي : ويتم ذلك من خلال الاشتراك بالمكتبات العامة أو الاستفادة من مكتبة المسجد والاستفادة من المجلات المختلفة الخاصة بالطفل ... ويجب أن يعلم الأبناء أن المدرسة ليست المصدر الوحيد للعلم، وعلى المربي أن يعمل على تكوين مكتبة بسيطة لابنه ( مقروءة ومسموعة ومرئية وألعاب علمية وثقافية ... ) ويكون بها المنهج الثقافي للابن ...
· الاهتمام بالقضايا العامة وخاصة قضية فلسطين عن طريق المسابقات المختلفة والأدبيات المتنوعة من مسرح وتمثيل وإنشاد وإلقاء وحضور فاعليات ...
· تنمية المهارات والهوايات : مثل الرسم والتلوين والشعر والكتابة والإنشاد والخط العربي والأركيت وغيرها بالإضافة إلى تعلم بعض المهارات المفيدة مثل الكهرباء والنجارة والسباكة والدهان وغيرها يقول صلى الله عليه وسلم " يدخل في السهم الواحد ثلاثة صانعه ومنبله وراميه " فبدأ بالصانع ليؤكد على أهمية الصناعة وأهمية الحرف للإنسان ، ولا ننس أنبياء الله فقد " كان زكريا نجارا" و" كان داود حدادا " ... ، وليكن شعار المربي مع أبنائه " كن يا بني قادراً على الكسب " .
· تعلم بعض برامج الكمبيوتر: ليكون جلوسهم أمام شاشة أكثر إفادة مثل برنامج الورد word وبرنامج الرسام، وبإمكانك تكليفه ببعض المهام مثل كتابة الآيات القرآنية أو لوحات إرشادية، ويمكن الاستفادة من الكمبيوتر أيضاً في حفظ القرآن الكريم عن طريق CD خاصة بذلك، ويمكن إتقان الطفل للكمبيوتر عن طريق إلحاقه ببعض الدورات وجلوسه بجوارك أثناء استخدامه مع شرح هذه البرامج بصورة ميسرة .
· الالتحاق ببعض الدورات المعرفية المفيدة : مثل دورات اللغة الإنجليزية ودورات الدفاع المدني والهلال الأحمر ودورات تدريبية تأهيلية متنوعة مناسبة مثل : ( المدون الصغير – الصحفي الصغير – الداعي الصغير – المبرمج الصغير – الابن البار ... ) وغيرها
· الرياضة : فيجب أن يمارس الأبناء التمارين الرياضية يومياً، وحبذا لو تم الاشتراك في بعض الألعاب الرياضية بالنوادي أو مراكز الشباب أو النوادي الصيفية بالمدارس حسب المستطاع، مع المتابعة الدقيقة للأبناء وملاحظة الإيجابيات والسلبيات مع تنظيم دورات رياضية متنوعة على مدار الأجازة ( دوري مطول – أيام رياضية ) .
· التعاون والمساعدة في أعمال المنزل : ويفضل عمل جدول لتنظيم هذا الأمر ولضمان المشاركة الفعلية للأبناء في أعمال وكل ذلك يدرب الابن على تحمل المسئولية، فيا حبذا لو أتقن الولد كيفية شراء حاجيات المنزل وأتقنت البنت التدبير المنزلي من إعداد طعام وغير هذا .
· العلاقات الاجتماعية وصلة الأرحام : وحبذا أن يوضع جدول لزيارة الأقارب لتعويد الأبناء على التواصل مع أقاربهم وبالإمكان وضع بعض الواجبات الاجتماعية الأخرى كالتعاون مع الجيران وزيارة أصدقاء المدرسة والمسجد مع انتقاء الأصدقاء الصالحين ولا ننس أهمية اشتراك الابن في أنشطة الجمعيات الخيرية المختلفة وخاصة في شهر رمضان المبارك .
· زيارة المشاهير من ( العلماء ، الصالحون ، والأدباء ... ) فقد لوحظ في دراسة أجريت على شريحة من المشاهير أن 63% منهم كانوا قد زاروا مشاهير في صغرهم .
· الرحلات : احرص على أن تخرج مع أبنائك في رحلات طويلة وقصيرة، وليكن لك أكثر من رحلة قصيرة خلال الشهر، وبإمكانك الاستفادة من طاقات الأبناء في هذه الرحلات أو إعداد الطعام أو إعداد برنامج الرحلة، ولا تنس الثناء على مجهوداتهم في نهاية الرحلة، ويفضل وجود نشاط كشفي للأبناء تحت عنوان ( اعرف بلدك ) يتم من خلاله زيارة المتاحف والحدائق والمعالم السياحية المختلفة ودور الأيتام والمعاقين، ويتم تعويد الأبناء من خلاله على النظام والبذل والعطاء ومساعدة الآخرين والرحلات تنقسم إلى : أ- علمية( معمل أو مصنع ... ) ب- ثقافية ( مكتبة أو قصر ثقافة ... ) جـ - ترفيهية ( حديقة أو شاطئ ... ) د- كشفية ( عن طريق فرق الكشافة في كل مكان ) ويستفاد في إقامة الرحلات بكتاب " دليل الرحلات في مصر .. ياللا نعمل رحلة " .
· كشف طبي دوري على الأبناء ( وخاصة أمراض الصيف )
· تحديد جدول مشاهدة التلفزيون : اتفق مع أبنائك على أوقات مشاهدة التلفزيون وعلى أسماء البرامج التي سيشاهدونها، وأوقات الدخول على النت، والمواقع التي سيزورنها ويفضل أن يكون ذلك تحت إشرافك .
· جدول المحاسبة : وهو جدول متابعة يومية لعناصر البرنامج يقيم الأبناء من خلاله أنفسهم، وتطمئن من خلاله على سير البرنامج بصورة جيدة حتى يمكن التعديل أو الإضافة حسب المتاح، وحبذا تشجيع المتميزين عن طريق الجوائز .
· حضور أمسيات دينية وثقافية وندوات لتنمية الجانب الثقافي للابن وترك فرصة للابن بالمشاركة برأئه .
· برلمان صغير : يتم فيه تدريب الطفل على مهارات الحوار والإقناع وعلى قيم الحرية والعدل والمساواة ورفض الظلم والتعبير عن أرائه بكل حرية .
· إقامة المعارض والفعاليات المتنوعة ومشاركة الأبناء في الإعداد لها .
· يوم ترفيهي متعدد الفقرات : وليكن مرة كل أسبوعين .
· حفلات المتفوقين وتكريم الأوائل : بعد ظهور نتائج الامتحانات مباشرة .
· الاهتمام بمواهب وقدرات التلاميذ وتوظيفها عن طريق تنفيذ مسابقات في ( القصة – المقال – الشعر – التمثيل – الإنشاد – البحث ... ) .
· مسابقة كبرى للصيف تحتوي على القيم المختلفة وفقرات من المنهج الثقافي للابن وحفظ القرآن الكريم والحديث الشريف والأذكار المختلفة، مع إعطاء جوائز للفائزين . كما يمكن عمل مسابقة أسبوعية، وأخرى نصف شهريةلتحفيز الأبناء باستمرار .
· الاستعداد للمدارس والتجهيز لها : ويا حبذا لو تم تجميع للكتب المدرسية والخارجية وتم عمل تبادل للكتب بين الأبناء بعضها البعض فالتلميذ المنقول إلى الصف الثالث الابتدائي يأخذ كتب التلميذ المنقول إلى الصف الرابع الابتدائي ويعطي كتبه للتلميذ المنقول إلى الصف الثاني الابتدائي في جو من الألفة والتعاون .
· حفلات ختام النشاط في الأجازة : وهي لتشجيع الابن ما تعلمه في الأجازة من سلوكيات والحفاظ عليها .
· لوحة أسبوعية في المنزل تبرز خلق الأسبوع أو حكمة عملية هامة لتصبح هدف الأسرة هذا الأسبوع

يجب أن لا يخلو يوم الطفل من الآتي :
الصلوات – قراءة وحفظ القرآن – الأذكار – ممارسة تمارين رياضية أو ممارسة لعبة رياضية ( فردية أو جماعية ) – المساعدة في أعمال المنزل ( شراء المطلوبات – ترتيب الغرف ... ) – تعلم بعض المهارات وممارسة بعض الهوايات ( خط – أركيت – رسم على الزجاج ...) – الجلوس على الكمبيوتر ( تعليم – انترنت – لعب ) – مشاهدة التلفاز ( برامج مفيدة )
مكتبة مقترحة لطفلك :
أولاً : الكتب والقصص ومنها : سلسلة الرشاد في تربية الأبناء – سلسلة أطفال الغد – سلسلة مناسباتي السعيدة – سلسلة أخلاقنا الجميلة – حلاوة الادخار – فلسطين الحبيبة .. غزة أرض العزة – لغتي الجميلة – عودة صلاح الدين – المجموعات القصصية المختلفة لعبد الحميد جودة السحار – قصص الحيوانات للأستاذ أحمد بهجت – سلسلة مواقف تربوية للأطفال – سلسلة أخلاقيات من حكايات – موسوعة المسابقات الإسلامية – سلسلة كيف نرسم ونلون – سلسلة الكمبيوتر للأطفال – علماء صغار يبتكرون – كيف تعمل الأشياء للأطفال ؟ – أسئلة وأجوبة علمية – تجارب علمية – المعارف الطبية للأطفال ...

ثانياً : المجلات ومنها : مجلة أسامة وأسماء – مجلة الفرسان – براعم الإيمان – مجلة سعد ...

ثالثاً : أشرطة الكاسيت ومنها : أشرطة تعليم وتحفيظ القرآن الكريم – سلسة قصص الأنبياء – أطفال أبطال – كلنا بنحبه ( تعليم الطفل الأذكار المختلفة بطريقة جذابة ) – أناشيد أطفال زى العسل ( 1-2-3 -4 ) – طيور الجنة – مازن وزينة – عالم الحيوان – سلسلة للصغار فقط 1-6 – سلسلة محبوب للصغار 1-7 – هيا إلى الإيمان ...

رابعاً : مكتبة c d ومنها : المصحف المرتل – السيرة النبوية للأطفال – التاريخ الإسلامي للأطفال – انصر دينك ( 1 ، 2 )، وانصردينك 3 ( فلسطين الحبيبة .. غزة أرض العزة ) – أسطوانات الليزر الخاصة بالقيم – كان يا ما كان ( وهى أفلام تعليمية عن جسم الإنسان بأسلوب شيق ) – جزيرة النور – الجرة – رحلة سلام – الابن البار – السندباد المسلم – محمد الفاتح – الفاتحون – صقور الأرض – أصحاب الأخدود – صلاح الدين بطل حطين – أسد عين جالوت – طارق بن زياد – البطل نور الدين – مسابقات ثقافية ( كنز المعلومات الإسلامية ) – سلسلة سنريهم آياتنا، أفلام الطبيعة والعلم – القراصنة وكنز الذهب – حصحص – كشكول للصغار – عجائب الغابة – الرحالة وهو عبارة عن مسابقات ومشاهد طريفة 1-3 – بابا مشمش – أناشيد محبوب المصورة – مسرور في جزيرة اللؤلؤ – دعوة من الديك فصيح – الأبطال وعصابة الأشرار – راضي المحبوب – لوز وسكر – مدينة الحروف ...
كما يمكن أن تحتوي المكتبة على بعض الألعاب اليدوية الهادفة والتي تنمي ذكاء الطفل

القنوات الفضائية :
اعلم أخي المربي أن وسائل الإعلام تستعد استعدادًا خاصًا لفترة الأجازة ولا يخفى حال هذه الوسائل من التركيز على الغرائز والإثارة، خاصةً الفضائيات ولا يخفى عليك أيضاً مدى جاذبية هذه الفضائيات لشريحة الأطفال لذا نقترح عليك بعض القنوات التي بها برامج مفيدة للطفل ومنها : قناة المجد للأطفال – قناة طيور الجنة – قناة الأقصى – قناة الفجر – قناة القدس – قناة اقرأ – قناة الرسالة – قناة النجاح – قناة المنار – قنوات النيل ( القناة الأولى التعليمية ) – قناة النيل للأسرة والطفل .. وينبغي عليك أخي الحبيب أن تعد جدول للطفل بهذه البرامج تختار فيه أنفعها للطفل ، كما يمكنك أن تقوم بتسجيل بعض هذه البرامج ثم عرضها على الطفل .

مواقع الإنترنت ومنها :
ü موقع أولادنا نت http://www.awladnaa.net/
ü موقع ركن البراعم http://www.baraem.com/
ü موقع أطفال الإسلام http://www.kidsal-islam.com/
ü موقع الطفل العربي http://www.arabicchildweb.com/
ü موقع الأطفال العرب http://www.sciencemadesimpie.com/
ü موقع الفاتح http://www.al-fateh.not/
ü موقع بذرةwww.bezra.com/default.asp
ü موقع بنين وبناتhttp://kids.islamweb.net/
ü موقع فراس تون http://www.ferastoon.com/
ü مدونة ناصح http://nasehnaseh.blogspot.com/
أشبال وزهرات فى موقعet http://www.domiatwindow.n/

الثلاثاء، 12 مايو 2009

نصائح للطلاب يوم الامتحان


نصائح للطلاب يوم الامتحان
1- الالتجاء إلى الله بالدعاء بأي صيغة مشروعة كأن يقول ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري .
2- أن يستعدّ بالنوم المبكّر والذّهاب إلى الامتحان في الوقت المحدد .
3- إحضار جميع الأدوات المطلوبة والمسموح بها كالأقلام وأدوات الهندسة والحاسبة والساعة لأنّ حسن الاستعداد يُعين على الإجابة .
4- تذكّر دعاء الخروج من البيت : ( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل ، أو أَزل أو أُزل ، أو أًظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي ) ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة .
5- أن تسمي بالله قبل البدء لأنّ التسمية مشروعة في ابتداء كلّ عمل مباح وفيها بركة واستعانة بالله وهي من أسباب التوفيق .
6-اتّق الله في زملائك فلا تُثر لديهم القلق ولا الفزع قبيل الاختبار فالقلق مرض معدٍ بل أدخل عليهم التفاؤل بالعبارات الطيبة المشروعة
7- ذكر الله يطرد القلق والتوتّر وإذا صعبت عليك مسألة فادع الله أن يهوّنها عليك اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.
8- اختر مكاناً جيداً للجلوس أثناء الإختبار ما أمكنك ، وحافظ على إستقامة ظهرك وأن تجلس على الكرسيّ جلسة صحيّة .
9- تصفح الإمتحان أولا ، والأبحاث توصي بتخصيص 10% من وقت الامتحان لقراءة الأسئلة بدقة وعمق وتحديد الكلمات المهمة وتوزيع الوقت على الأسئلة .
10- ابتدئ بحلّ الاسئلة السهلة التي تعرفها . ثم اشرع في حلّ الأسئلة ذات العلامات الأعلى وأخّر الاسئلة التي لا يحضرك جوابها أو ترى أنّها ستأخذ وقتا للتوصّل إلى نتيجة فيها أو التي خُصّص لها درجات اقلّ .
11- تأنّ في الإجابة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " التأني من الله والعجلة من الشيطان . " حديث حسن : صحيح الجامع
12- فكّر جيدا في أسئلة اختيار الجواب الصحيح في امتحانات الخيارات المتعددة ، وتعامل معها وفق التالي : إذا كنت متأكّدا من الاختيار الصحيح فإياك والوسوسة ، وإذا لم تكن متأكّدا فابدأ بحذف الاحتمالات الخاطئة والمستبعدة ثمّ اختر الجواب الصحيح بناء على غلبة الظنّ وإذا خمّنت جوابا صحيحا فلا تغيّره إلا إذا تأكّدت أنّه خاطئ - خصوصا إذا كنت ستفقد نقاطا عند الإجابة الخاطئة - ، وقد دلّت الأبحاث على أن الجواب الصحيح غالبا هو ما يقع في نفس الطالب أولا .
13- خصص 10% من الوقت لمراجعة إجاباتك . وتأنّ في المراجعة وخصوصا في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام ، وقاوم الرغبة في تسليم ورقة الامتحان بسرعة ولا يُزعجنّك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن استسلموا مبكّرا .
14- اعلم بأنّ الغشّ محرّم وقد قال عليه الصلاة والسلام : من غشّ فليس منا ، وهو ظلم وطريقة محرّمة للحصول على ما ليس بحقّ لك من الدّرجات والشهادات ويغرها ، وأنّ الاتّفاق على الغشّ هو تعاون على الإثم والعدوان ، فاستغن عن الحرام يُغْنك الله من فضله وارفض كلّ وسيلة وعرْض محرّم يأتيك من غيرك ومن ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه . وعليك بإنكار المنكر ومقاومته والإبلاغ عمّا تراه من ذلك أثناء الاختبار وقبله وبعده وليس هذا من النميمة المحرّمة بل من إنكار المنكر الواجب . فانصح الذين يقومون بإعداد أوراق الغشّ ، وقل لهم أن يتقوا الله
15- تذكّر ما أعددت للآخرة وأسئلة الامتحان في القبر وسُبل النجاة يوم المعاد : فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز . نسأل الله أن يجعلنا من الفالحين الناجحين في الدنيا والفائزين الناجين في الآخرة إنه سميع مجيب
.

الجمعة، 24 أبريل 2009

عقاب الأبناء .. مهارة وفن

إن التربية لا تعني الشدة والضرب والتحقير ، كما يظن الكثير ، وإنما هي مساعدة الناشئ للوصول إلى أقصى كمال ممكن ... هذا وإن ديننا الحنيف رفع التكليف عن الصغار، ووجه إلى العقاب كوسيلة مساعدة للمربي ليعالج حالة معينة قد لا تصلح إلا بالعقاب الـمـنـاسـب الـرادع، وذلـك بـعـد سـن التمييز كما يبدو من الحديث النبوي الشريف: مــروا أولادكـم بالصلاة ، وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر« ونستشف من هذا الحديث الشريف أن الضرب من أجــل تعويد الطفل الصلاة لا يصح قبل سن العاشرة ، ويحسن أن يكون التأديب بغير الضرب قـبـل هـذه الـسـن . وأمـا نـوعـيـة العقاب فليس من الضروري إحداث الألم فيه ، فالتوبيخ العادي الخفيف ، ولهجة الصوت القاسية مثلاً يحدثان عند الطفل حسن التربية نفس التأثير الذي يحدثه العقاب الجسمـي الشديد عند من عود على ذلك . وكلما ازداد العقاب قل تأثيره على الطفل ، بل ربما يـؤدي إلـى الـعـصـيـان وعدم الاستقـرار . فالعقـاب يجب أن يتناسب مع العمر ، إذ ليس من العدل عقاب الطـفـل فـي السنة الأولـى أو الـثانية من عمره ، فتقطيب الوجه يكفي مع هذه السن ، إذ أن الطفل لا يدرك معنى العـقـاب بعد . وفي السنة الثالثة قد تؤخذ بعض ألعاب الطفل لقاء ما أتى من عمل شاذ.
ولا يصح بحال أن يكـون العقـاب سخرية وتشهيراً أو تنابزاً بالألـقـاب ، كما قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خـَيْراً مِّنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْـقَـابِ)) [ الحجرات:11] أين هذا التأديب الرباني ممن ينادون أبناءهم : يا أعور ، يا أعرج ، فيمتهنون كرامتهم .. أو يعيرونهم فيجرئونهم على الباطل بندائهم : يا كذاب ... يا لص .
وقد يلجأ الأهل لهذا وفقا لنموذج اجتماعي وأخلاقي .
ويعود ضرب الأبناء من قبل آبائهم إلى أسباب اجتماعية ونفسية وثقافية منها:
1. الجهل التربوي:
العديد من الأهل لا يدركون الآثار السلبية لأسلوب التسلط على شخصية الطفل ومستقبله.
2. أسلوب التسلط:
قد ينعكس هذا الأسلوب على الأهل من التربية التي عاشوها في صغرهم.
3. الاعتقاد:
بأن أسلوب العنف هو فقط المجدي من أجل ضبط النظام والهدوء في البيت وهو أسهل الأساليب للوصول إلى الهدف.
قد يدرك بعض الأهل الآثار السلبية لضرب الأبناء فيمتنعون عن استخدامه ويلجأون لأسلوب التهكم والسخرية، العقوبة المعنوية والتي لا تقل تأثيرا على نفسية أبنائهم.
4. الظروف الاجتماعية:
التي يمر بها الأهل في العمل والبيت قد يفرغها أحد الوالدين في إطار الأسرة مما ينعكس سلبا على نمو ونفسية أطفالهم.
آثار العقاب الجسدي على الأبناء
إن الأطفال الذين يتعرضون للقهر أو للتخويف أو للضرب يحاولون الحصول على القوة من خلال الانتقام الذي يوجهونه للآخرين لأنهم يحسون بالألم وسوف يمارسون كل نشاط يؤدي الى إيذاء الآخرين، فالانتقام عند طفل الثانية قد يحدث من خلال بعثرة أطباق الطعام وبعد بلوغه قد يكون الانتقام من خلال الجنوح ومقارعة القيم الاجتماعية.
ويؤكد الأخصائي النفسي سامي محاجنة المحاضر في جامعة حيفا أن تأثيرات العقاب على الفرد قد تتراوح من تأثيرات بسيطة الى تأثيرات مرضية،
· فمن الناحية الأولى البسيطة قد لا يتعلم الطفل شيئا بواسطة العقاب ونحن أصلا أردنا بالعقاب تعليمه أشياء مرغوبة ومنعه عن أمور غير مرغوب بها، وذلك لأن العقاب أصلا معروف على أنه وسيلة لقمع سلوك غير مرغوب به. من خلال هذا التعريف لا يمكن للطفل أن يتعلم أشياء جديدة أو ما هي الأشياء المرغوب بها، بالتالي استعمال العقاب يؤدي الى تقليل احتمالات السلوك بما أنه لا يتم تعليم الطفل أشياء جديدة وإنما فقط قمع سلوكيات غير مرغوب بها.
· من الناحية الأكثر شدة ، استعمال العقاب القاسي والمتكرر قد يؤدي الى نمو نماذج سلوك مرضية أولها سلوك خنوع بمعنى أنه تنعدم اليه المبادرة والاستقلالية والتي قد تترجم بالحياة اليومية الى ما نسميه الخجل لكن بشكل مبالغ فيه حيث ينعدم استعداد الطفل التعبير عن قدراته كذلك قد ينشأ لديه شعور بالشك بقدراته وذلك لأنه عوقب على سلوكيات قام بها وذلك بالنسبة له يعني انه غير قادر على تنسيق سلوكيات ترضي والديه.
· من الناحية الأخرى قد يتكون داخله تراكم لغضب وخيبات أمل كثيرة التي قد تترجم بحالات معينة الى انفجارات عنف وغضب شديدة مستقبلا هذه السلوكيات قد تصبح أشد، مما يؤدي الى رؤية شخصية سلبية تجاه الذات والأصعب كما تشدد الأبحاث أنه غالبا ما يتحول هذا الطفل المعاقب الى أم أو أب معاقب.
وقد صدرت مؤخرا من جامعة نيو هامشبر البريطانية دراسة علمية تؤكد أن التلاميذ الذين تعرضوا للضرب كثيرا في المنزل تدهورت قدراتهم في التفكير والقراءة والحساب.
ويؤكد العالم الاجتماعي أحمد سليمان أن هناك تأثيرا آخر للعقاب البدني على الطفل يتمثل في تكوين ميول واتجاهات سلبية نحو الشخص المعاقب مثل كراهية الأب والأم أو المعلم وتظل هذه الكراهية سببا يعوق تقدمه دائما في الحياة العملية وتحول دون أن يكون عضوا مؤثرا في مجتمعه، كما وأكد على ظاهرة وراثة العنف من الآباء الى الأبناء وأشار الى دراسة علمية تبين أن 96٪ من الآباء الذين يضربون أبناءهم قد تعرضوا للضرب في صغرهم.

الثلاثاء، 24 مارس 2009

من أساليب التربية


خامساً: التربية بالترغيب والترهيب وضوابطها:
الترهيب والترغيب من العوامل الأساسية لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعية.
المبحث الأول: الترغيب:
ويمثل دوراً مهماً وضرورياً في المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ لأن الأعمال التي يقوم بها لأول مرة شاقة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة، كما أن الترغيب يعلمه عادات وسلوكيات تستمر معه ويصعب عليه تركها. والترغيب نوعان: معنوي ومادي، ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم، والثناء، وكافة الأعمال التي تُبهج الطفل هي ترغيبٌ في العمل. ويرى بعض التربويين أن تقديم الإثابة المعنوية على المادية أولى؛ حتى نرتقي بالطفل عن حب المادة، وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من جنس العمل، فإن كان العمل مادياً نكافئه مادياً والعكس.
وهناك ضوابط خاصة تكفل للمربي نجاحه، ومنها:
• أن يكون الترغيب خطوة أولى يتدرج الطفل بعدها إلى الترغيب فيما عند الله من ثواب دنيوي وأخروي، فمثلاً يرغب الطفل في حسن الخلق بالمكافأة ثم يقال له: أحسن خلقك لأجل أن يحبك والدك وأمك، ثم يقال ليحبك الله ويرضى عنك، وهذا التدرج يناسب عقلية الطفل. • ألا تتحول المكافأة إلى شرط للعمل، ويتحقق ذلك بألا يثاب الطفل على عمل واجب كأكله وطعامه أو ترتيبه غرفته، بل تقتصر المكافأة على السلوك الجديد الصحيح، وأن تكون المكافأة دون وعد مسبق؛ لأن الوعد المسبق إذا كثر أصبح شرطاً للقيام بالعمل. • أن تكون بعد العمل مباشرة، في مرحلة الطفولة المبكرة، وإنجاز الوعد حتى لا يتعلم الكذب وإخلاف الوعد، وفي المرحلة المتأخرة يحسن أن نؤخر المكافأة بعد وعده ليتعلم العمل للآخرة، ولأنه ينسى تعب العمل فيفرح بالمكافأة. المبحث الثاني: الترهيب:
أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب، وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في إزعاجهما، والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي والضرب وهو آخر درجاتها.
ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان، وإن كان لا بد منه ففي السن التي يميز فيها ويعرف مغزى العقاب وسببه. وللترهيب ضوابط، منها:
• أن الخطأ إذا حدث أول مرة فلا يعاقب الطفل، بل يعلم ويوجه.
• يجب إيقاع العقوبة بعد الخطأ مباشرة مع بيان سببها وإفهام الطفل خطأ سلوكه؛ لأنه ربما ينسى ما فعل إذا تأخرت العقوبة.
• إذا كان خطأ الطفل ظاهراً أمام إخوانه وأهل البيت فتكون معاقبته أمامهم؛ لأن ذلك سيحقق وظيفة تربوية للأسرة كلها.
• إذا كانت العقوبة هي الضرب فينبغي أن يسبقها التحذير والوعيد، وأن يتجنب الضرب على الرأس أو الصدر أو الوجه أو البطن، وأن تكون العصا غير غليظة، ومعتدلة الرطوبة، وأن يكون الضرب من واحدة إلى ثلاث إذا كان دون البلوغ، ويفرقها فلا تكون في محل واحد، وإن ذكر الطفل ربه واستغاث به فيجب إيقاف الضرب؛ لأنه بذلك يغرس في نفس الطفل تعظيم الله.
• ويجب أن يتولى المربي الضرب بنفسه حتى لا يحقد بعضهم على بعض.
• ألا يعاقبه حال الغضب؛ لأنه قد يزيد في العقاب.
• أن يترك معاقبته إذا أصابه ألم بسبب الخطأ ويكفي بيان ذلك. المبحث الثالث: ضوابط التربية بالترغيب والترهيب:
وهذه الضوابط _بإذن الله_ تحمي الطفل من الأمراض النفسية، والانحرافات الأخلاقية، والاختلالات الاجتماعية، وأهم هذه الضوابط:
1- الاعتدال في الترغيب والترهيب:
لعل أكثر ما تعانيه الأجيال كثرة الترهيب والتركيز على العقاب البدني، وهذا يجعل الطفل قاسياً في حياته فيما بعد أو ذليلاً ينقاد لكل أحد، ولذا ينبغي أن يتدرج في العقوبة؛ لأن أمد التربية طويل وسلم العقاب قد ينتهي بسرعة إذا بدأ المربي بآخره وهو الضرب، وينبغي للمربي أن يتيح للشفعاء فرصة الشفاعة والتوسط للعفو عن الطفل، ويسمح له بالتوبة ويقبل منه، كما أن الإكثار من الترهيب قد يكون سبباً في تهوين الأخطاء والاعتياد على الضرب، ولذا ينبغي الحذر من تكرار عقاب واحد بشكل مستمر، وكذلك إذا كان أقل من اللازم، وعلى المربي ألا يكثر من التهديد دون العقاب؛ لأن ذلك سيؤدي إلى استهتاره بالتهديد، فإذا أحس المربي بذلك فعليه أن ينفذ العقوبة ولو مرة واحدة ليكون مهيباً. والخروج عن الاعتدال في الإثابة يعوِّد على الطمع ويؤدي إلى عدم قناعة الطفل إلا بمقدار أكثر من السابق.
كما يجب على المربي أن يبتعد عن السب والشتم والتوبيخ أثناء معاقبته للطفل؛ لأن ذلك يفسده ويشعره بالذلة والمهانة، وقد يولد الكراهية، كما أن على المربي أن يبين للطفل أن العقاب لمصلحته لا حقداً عليه.
وليحذر المربي من أن يترتب على الترهيب والترغيب الخوف من المخلوقين خوفاً يطغى على الخوف من الخالق _سبحانه_، فيخوّف الطفل من الله قبل كل شيء، ومن عقابه في الدنيا والآخرة، وليحذر أن يغرس في نفسه مراعاة نظر الخلق والخوف منهم دون مراقبة الخالق والخوف من غضبه، وليحذر كذلك من تخويف الطفل بالشرطي أو الطبيب أو الظلام أو غيرها؛ لأنه يحتاج إلى هؤلاء، ولأن خوفه منهم يجعله جباناً. وبعض المربين يكثر من تخويف الطفل بأن الله سيعذبه ويدخله النار، ولا يذكر أن الله يرزق ويشفي
ويدخل الجنة فيكون التخويف أكثر مما يجعل الطفل لا يبالي بذكره النار؛ لكثرة ترديد الأهل "ستدخل النار" أو "سيعذبك الله؛ لأنك فعلت كذا"، ولذا يحسن أن نوازن بين ذكر الجنة والنار، ولا نحكم على أحد بجنة أو نار، بل نقول: إن الذي لا يصلي لا يدخل الجنة ويعذب بالنار.
-2- مراعاة الفروق الفردية:
تتجلى حكمة المربي في اختياره للأسلوب التربوي المناسب من أوجه عدة، منها: • أن يتناسب الترهيب والترغيب مع عمر الطفل، ففي السنة الأولى والثانية يكون تقطيب الوجه كافياً عادة أو حرمانه من شيء يحبه، وفي السنة الثالثة حرمانه من ألعابه التي يحبها أو من الخروج إلى الملعب.
• أن يتناسب مع الخطأ، فإذا أفسد لعبته أو أهملها يُحرم منها، وإذا عبث في المنزل عبثاً يصلُح بالترتيب كُلِّف بذلك، ويختلف عن العبث الذي لا مجال لإصلاحه.
• أن يتناسب مع شخصية الطفل، فمن الأطفال من يكون حساساً ليناً ذا حياء يكفيه العتاب، ومنهم من يكون عنيداً فلا ينفع معه إلا العقاب، ومنهم من حرمانه من لعبه أشد من ضربه، ومنهم من حرمانه من أصدقائه أشد من حرمانه من النقود أو الحلوى.
• أن يتناسب مع المواقف، فأحياناً يكون الطفل مستخفياً بالخطأ فيكون التجاهل والعلاج غير المباشر هو الحل الأمثل، وإن عاد إليه عوقب سراً؛ لأنه إن هتك ستره نزع عنه الحياء فأعلن ما كان يسر.
وقد يخطئ الطفل أمام أقاربه أو الغرباء، فينبغي أن يكون العقاب بعد انفراد الطفل عنهم؛ لأن عقابه أمامهم يكسر نفسه فيحس بالنقص، وقد يعاند ويزول حياؤه من الناس.
• المراوحة بين أنواع الثواب والعقاب؛ لأن التكرار يفقد الوسيلة أثرها.
• مراعاة الفروق الفردية في التربية فالولد البالغ أو المراهق يكون عقابه على انفراد؛ لأنه أصبح كبيراً، ويجب أن يحترمه إخوانه الصغار، ويعاتَب أمامهم عتاباً إذا كان الخطأ معلناً؛ لأن تأنيبه والقسوة عليه في الكلام يحدثان خللاً في العلاقة بين المراهق والمربي، ويكون ذلك أوجب في حق الولد البكر من الذكور؛ لأنه قدوة، وهو رجل البيت إذا غاب والده أو مرض أو مات. • ومن الفروق الفردية جنس الطفل فالبنت يكفيها من العقاب ما لا يكفي الذكر عادة؛ لأن جسدها ضعيف وهي تخاف أكثر وتنقاد بسهولة.

الأربعاء، 18 مارس 2009

أساليب التربية

ثالثاً: التربية بالإشارة:

تستخدم التربية بالإشارة في بعض المواقف كأن يخطئ الطفل خطأ أمام بعض الضيوف أو في مَجْمَع كبير، أو أن يكون أول مرة يصدر منه ذلك، فعندها تصبح نظرة الغضب كافية أو الإشارة خفية باليد؛ لأن إيقاع العقوبة قد يجعل الطفل معانداً؛ لأن الناس ينظرون إليه، ولأن بعض الأطفال يخجل من الناس فتكفيه الإشارة، ويستخدم كذلك مع الطفل الأديب المرهف الحس.
ويدخل ضمنه التعريض بالكلام، فيقال: إن طفلاً صنع كذا وكذا وعمله عمل ذميم، ولو كرر ذلك لعاقبته، وهذا الأسلوب يحفظ كرامة الطفل ويؤدب بقية أهل البيت ممن يفعل الفعل نفسه دون علم المربي.
رابعاً: التربية بالموعظة وهدي السلف فيها:
تعتمد الموعظة على جانبين، الأول: بيان الحق وتعرية المنكر، والثاني: إثارة الوجدان، فيتأثر الطفل بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقل أخطاؤه، وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها؛ لأن النفس فيها استعداد للتأثر بما يُلقى إليها، والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغب فيه.
ومن أنواع الموعظة:

1- الموعظة بالقصة: وكلما كان القاص ذا أسلوب متميز جذاب استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه، وهو أكثر الأساليب نجاحاً.
2- الموعظة بالحوار: تشد الانتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حيوياً، وتتيح للمربي أن يعرف الشبهات التي تقع في نفس الطفل فيعالجها بالحكمة.
3- الموعظة بضرب: المثل الذي يقرب المعنى ويعين على الفهم.
4- الموعظة بالحدث: فكلما حدث شيء معين وجب على المربي أن يستغله تربوياً، كالتعليق على
مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات ليذكر الطفل بنعم الله، ويؤثر هذا في النفس؛ لأنه في لحظة انفعال ورِقّة فيكون لهذا التوجيه أثره البعيد.
وهدي السلف في الموعظة: الإخلاص والمتابعة، فإن لم يكن المربي عاملاً بموعظته أو غير مخلص فيها فلن تفتح له القلوب، ومن هديهم مخاطبة الطفل على قدر عقله والتلطف في مخاطبته ليكون أدعى للقبول والرسوخ في نفسه، كما أنه يحسن اختيار الوقت المناسب فيراعي حالة الطفل النفسية ووقت انشراح صدره وانفراده عن الناس، وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لأنه في تلك الحال يجمع بين رقة القلب وصفاء الفطرة، وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الأباعد فلا يحقق الفائدة.

ويجب أن يَحْذَر المربي من كثرة الوعظ فيتحوَّل بالموعظة ويراعي الطفل حتى لا يملّ، ولأن تأثير الموعظة مؤقت فيحسن تكرارها مع تباعد الأوقات.

السبت، 7 مارس 2009

أساليب التربية


أساليب التربية
للتربية أساليب متعددة، منها:
أولاً: التربية بالملاحظة:
تعد هذه التربية أساساً جسَّده النبي _صلى الله عليه وسلم_ في ملاحظته لأفراد المجتمع تلك الملاحظة التي يعقبها التوجيه الرشيد، والمقصود بالتربية بالملاحظة ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقيدي والأخلاقي، ومراقبته وملاحظته في الإعداد النفسي والاجتماعي، والسؤال المستمر عن وضعه وحاله في تربيته الجسمية وتحصيله العلمي، وهذا يعني أن الملاحظة لا بد أن تكون شاملة لجميع جوانب الشخصية.

ويجب الحذر من أن تتحول الملاحظة إلى تجسس، فمن الخطأ أن نفتش غرفة الولد المميز ونحاسبه على هفوة نجدها؛ لأنه لن يثق بعد ذلك بالمربي، وسيشعر أنه شخص غير موثوق به، وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء عند أصدقائه أو معارفه، ولم يكن هذا هدي النبي _صلى الله عليه وسلم_ في تربيته لأبنائه وأصحابه.


كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لأن الطفل وبخاصة المميز والمراهق يحب أن تثق به وتعتمد عليه، ويحب أن يكون رقيباً على نفسه، ومسؤولاً عن تصرفاته، بعيداً عن رقابة المربي، فتتاح له تلك الفرصة باعتدال.
وعند التربية بالملاحظة يجد المربي الأخطاء والتقصير، وعندها لا بد من المداراة التي تحقق المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل، والمداراة هي الرفق في التعليم وفي الأمر والنهي، بل إن التجاهل أحياناً يعد الأسلوب الأمثل في مواجهة تصرفات الطفل التي يستفز بها المربي، وبخاصة عندما يكون عمر الطفل بين السنة والنصف والسنة الثالثة، حيث يميل الطفل إلى جذب الانتباه واستفزاز الوالدين والإخوة، فلا بد عندها من التجاهل؛ لأن إثارة الضجة قد تؤدي إلى تشبثه بذلك الخطأ، كما أنه لا بد من التسامح أحياناً؛ لأن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربوية والنفسية.

ثانياً: التربية بالعادة
المبحث الأول: أصول التربية بالعادة:
الأصل في التربية بالعادة حديث النبي _صلى الله عليه وسلم_ في شأن الصلاة؛ لأن التكرار الذي يدوم ثلاث سنوات كفيل بغرس العبادة حتى تصبح عادة راسخة في النفس، وكذلك إرشاد ابن مسعود – رضي الله عنه – حيث قال: "وعودوهم الخير، فإن الخير عادة"، وبهذا تكون التربية بالعادة ليست خاصة بالشعائر التعبدية وحدها، بل تشمل الآداب وأنماط السلوك.
المبحث الثاني: كيفية التربية بالعادة:

ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية.

يبدأ تكوين العادات في سن مبكرة جداً، فالطفل في شهره السادس يبتهج بتكرار الأعمال التي تسعد من حوله، وهذا التكرار يكون العادة، ويظل هذا التكوين حتى السابعة، وعلى الأم أن تبتعد عن الدلال منذ ولادة الطفل، ففي اليوم الأول يحس الطفل بأنه محمول فيسكت، فإذا حمل دائماً صارت عادته، وكذلك إذا كانت الأم تسارع إلى حمله كلما بكى، ولتحذر الأم كذلك من إيقاظ الرضيع ليرضع؛ لأنها بذلك تنغص عليه نومه وتعوده على طلب الطعام في الليل والاستيقاظ له وإن لم يكن الجوع شديداً، وقد تستمر هذه العادة حتى سن متأخرة، فيصعب عليه تركها، ويخطئ بعض المربين إذ تعجبهم بعض الكلمات المحرمة على لسان الطفل فيضحكون منها، وقد تكون كلمة نابية، وقد يفرحون بسلوك غير حميد لكونه يحصل من الطفل الصغير، وهذا الإعجاب يكون العادة من حيث لا يشعرون.
وترجع أهمية التربية بالعادة إلى أن حسن الخلق بمعناه الواسع يتحقق من وجهين، الأول: الطبع والفطرة، والثاني: التعود والمجاهدة، ولما كان الإنسان مجبولاً على الدين والخلق الفاضل كان تعويده عليه يرسخه ويزيده.
ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية.

الأربعاء، 4 مارس 2009

خمسين فكرة لزرع الثقة في طفلك


خمسين فكرة لزرع الثقة في طفلك
1. امدح طفلك أمام الغير
2. لا تجعله ينتقد نفسه.
3. قل له(لو سمحت) و(شكرا)
4. عامله كطفل واجعله يعيش طفولته.
5. ساعده في اتخاذ القرار بنفسه.
6. علمه السباحة.
7. اجعله ضيف الشرف في إحدى المناسبات.
8. اسأله عن رأيه, وخذ رأيه في أمر من الأمور.
9. اجعل له ركنا في المنزل لأعماله واكتب اسمه على إنجازاته.
10. ساعده في كسب الصداقات, فان الأطفال هذه الأيام لا يعرفون كيف يختارون أصدقائهم
11. اجعله يشعر بأهميته ومكانته وأن له قدرات وهبها الله له .
12. علمه أن يصلي معك واغرس فيه مبادئ الإيمان بالله.
13. علمه مهارات إبداء الرأي والتقديم وكيف يتكلم ويعرض ما عنده للناس.
14. علمه كيف يقراء التعليمات ويتبعها.
15. علمه كيف يضع لنفسه مبادئ وواجبات ويتبعها وينفذها.
16. علمه مهارة الإسعافات الأولية.
17. أجب عن جميع أسئلته
18. أوف بوعدك له.
19. علمه مهارة الطبخ البسيط كسلق البيض وقلي البطاطس وتسخين الخبز وغيرها.
20. عرفه بقوة البركة وأهمية الدعاء.
21. علمه كيف يعمل ضمن فريقه.
22. شجعه على توجيه الأسئلة.
23. أجعله يشعر أن له مكانة بين أصدقائه.
24. أفصح عن أسباب أي قرار تتخذه.
25. كن في أول يوم من أيام المدرسة معه.
26. ارو له قصصا من أيام طفولتك.
27. اجعل طفلك يلعب دور المدرس وأنت تلعب دور التلميذ.
28. علم طفلك كيف يمكن العثور عليه عندما يضيع.
29. علمه كيف يرفض ويقول (لا) للخطأ.
30. علمه كيف يمنح ويعطي.
31. أعطه مالا يكفي ليتصرف به عند الحاجة.
32. شجعه على الحفظ والاستذكار.
33. علمه كيف يدافع عن نفسه وجسده.
34. اشرح له ما يسأل عنه من شبهات وشكوك في نفسه.
35. لا تهدده على الإطلاق.
36. أعطه تحذيرات مسبقة.
37. علمه كيف يواجه الفشل.
38. علمه كيف يستثمر ماله.
39. جرب شيئا جديدا له ولك في آن معا مع معرفة النتائج مسبقا.
40. علمه كيف يصلح أغراضه ويرتبها.
41. شاطره في أحلامه وطموحاته وشجعه على ان يتمنى.
42. علمه عن اختلاف الجنسين بين الذكر والأنثى من وحي آيات القرآن الكريم.
43. علمه القيم والمبادئ السليمة والكريمة.
44. علمه كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته.
45. امدح أعماله وإنجازاته وعلمه كتابتها.
46. علمه كيف يتعامل مع الحيوان الأليف.
47. اعتذر له عن أي خطأ واضح يصدر منك.
48. . اجعل له يوما فيه مفاجآت.
49. عوده على قراءة القرآن كل يوم.
50. أخبره انك تحبه وضمه إلى صدرك, فهذا يزرع فيه الثقة بنفسه

الخميس، 26 فبراير 2009

الأولاد يتعلمون حسبما يعاملون



- الأولاد يتعلمون حسبما يعاملون
- إذا عومل الولد بإنصاف فإنه يتعلم العدل
- إذا عومل الولد بتشجيع فإنه يتعلم الثقة
- إذا عومل الولد بتأييد فإنه يتعلم عدم الركون للغير
- إذا عومل الولد بتسامح فإنه يتعلم العفو
- إذا عومل الولد بأمان فإنه يتعلم الصدق
- إذا عومل الولد بصداقة فإنه يتعلم حب الآخرين
- إذا عومل الولد بالمدح فإنه يتعلم التقدير
- إذا عومل الولد بسخرية فإنه يتعلم الانطواء
- إذا عومل الولد بعداوة فإنه يتعلم الكراهية والحقد
- إذا عومل الولد بالقسوة فإنه يتعلم العناد
- إذا عومل الولد بانتقاد فإنه يتعلم التنديد
- إذا عومل الولد بتأنيب فإنه يتعلم الشعور بالذنب

الاثنين، 16 فبراير 2009

فن التعامل مع الأبناء في مرحلة الطفولة



فن التعامل مع الأبناء في مرحلة الطفولة
إن مرحلة الطفولة مرحلة مهمة جداً في بناء شخصية الابن، ورغم أن الآباء يهتمون بتكوين الأسرة واختيار الزوجة إلا أنهم لا يهتمون بأسلوب تربية الأبناء، وإنما يستخدمون ما تيسر من أساليب التربية وما بقي في ذاكرتهم من أساليب الآباء، رغم أنها قد لا تكون مناسبة، بل إن بعض الآباء يهمل تربية ابنه بحجة أنه صغير وأنه مشغول بكسب المادة والأنس مع الأصدقاء أو القيام ببعض الأعمال المهمة، فإذا أفاق أحدهم إلى أبنائه وعاد إلى أسرته.. إذا الأبناء قد تعودوا عادات سيئة وألفوا سلوكاً لا يليق، وهنا يصعب توجيههم وتعديل سلوكهم.
إن مسؤولية تربية الأبناء مسؤولية عظيمة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: "الرجل راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية ومسئولة في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها"، (رواه البخاري ومسلم). إن الآباء الذين أهملوا تربية أبنائهم في الصغر واستخدموا أساليب غير مناسبة فرطوا في أغلى ثروة يملكونها، وماذا تنفع المادة بعد ضياع الأبناء؟! وما يفيد السهر مع الأصدقاء والأب سوف يتجرع الألم حينما يُصدم بعقوق ابنه وانحراف سلوكه؟! وأخيراً يتحرك الآباء لإصلاح سلوك أبنائهم، ولكن هيهات.. لقد قسا عوده وتعوّد الإهمال وممارسة ألوان السلوك السيئ.
أما الآباء الذين أحسنوا تربية أبنائهم فسوف يجنون ثماراً يانعة من صلاح أبنائهم واستقامتهم مما يسعدهم في الدنيا والآخرة ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، (رواه مسلم.
توجيهات من الكتاب والسنة حول تربية الأبناء:
يقول الله سبحانه وتعالى: \يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ\ [التحريم: 6].
يقول ابن كثير: أي تأمر نفسك وأهلك من زوجة وولد وإخوان وقرابة بطاعة الله، وتنهى نفسك وجميع من تعول عن معصية الله تعالى، وتعلمهم وتؤدبهم، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتأمرهم به وتساعدهم عليه.
قال الفقهاء: وهكذا الصوم ليكون ذلك تمريناً له على العبادات؛ لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية وترك المنكر،


خصائص النمو لدى الأبناء في مرحلة الطفولة وفنيات التعامل معها:
الخصائص الجسمانية:
يصبح النمو الجسمي للأطفال في هذه المرحلة سريعاً، خاصة من ناحية الطول، وتصل عضلاته إلى مستوى مناسب من النضج، مما يعينه على ممارسة الحركات الكلية، مثل: الجري والقفز والتسلق، أما عضلاته الصغيرة والدقيقة فإنها تنمو بشكل أقل في هذه المرحلة المبكرة، لذا فإنه ينبغي ملاحظة ما يأتي:
o أنه قد يبدو من الأبناء في هذه المرحلة: التململ، وعدم الاستقرار، والضوضاء في أثناء جلوسهم فترة طويلة على وتيرة واحدة في البيت أو الفصل، وهذا يلاحظ لدى طلاب الصف الأول الابتدائي.
o لا يزال التآزر الحركي الدقيق في بدايته؛ لذا فإنه يحسن التدرج في تعليمهم الكتابة، حتى لا ينمو لديهم اتجاه سلبي تجاه الكتابة والمدرسة بشكل عام.
o يجد بعض الطلاب صعوبة في تركيز النظر على الحروف الصغيرة والأشياء الدقيقة.
o لابد من الاعتناء بأمر الطفل بأداء الصلاة، نظراً لقدرته الجسمية على ذلك، وللتوجيه النبوي الشريف، ولما لذلك من أثر على سلوكه مستقبلاً.
الخصائص العقلية:
يزداد النمو العقلي، ويستطيع الطفل في هذه المرحلة إدراك العلاقة عقلياً بعيداً عن التجريد، وتزداد قدرته على الفهم والتعلم وتركيز الانتباه، وتكثر لدى الأبناء الأسئلة؛ لذا يلاحظ ما يأتي:
o أن الأبناء في هذه المرحلة شغوفون بالسؤال، ومعرفة الأشياء التي تثير انتباههم؛ لذا فاستغلال هذه الفترة وتقديم المعلومات بأسلوب شيق وسهل يساعدهم على تحقيق الفائدة المرجوة.
o يحرص الأبناء على التسميع والإجابة أمام الأب والأم والمعلم، سواء كان الجواب صحيحاً أو خاطئاً، وهنا يبرز دورنا في ضبط النقاش وإدارته بحيث يتحدث كل ابن في دوره، مع تشجيع الأبناء على الإجابة الصحيحة وعلى النقاش والتفكير والتأمل.
الخصائص الانفعالية:
ينمو السلوك الانفعالي، ويتميز بالتنوع، مثل: الغضب والخوف والحنان والغيرة، ولكنه غالباً لا يدوم على وتيرة واحدة لفترة طويلة، وهنا ينبغي التنبه إلى أن الأبناء في هذه المرحلة بحاجة إلى الثناء والتشجيع، سواء بالألفاظ أو من خلال الجوائز العينية الرمزية التي لها أثر كبير في نفوسهم.
الخصائص الاجتماعية:
تبرز الحياة الاجتماعية لدى الأطفال في هذه المرحلة من خلال جماعة الأصدقاء، حيث يميل الطفل إلى اللعب مع أقرانه في المنزل والمدرسة، ويسودها التعاون والمنافسة وممارسة الأدوار القيادية، ولذا ينبغي أن نعمل على أن تكون المنافسة بين الأطفال بريئة بعيدة عن الغيرة والحسد، وأن يُشجع الطفل على تكوين شخصية قوية من خلال الألعاب المفيدة وممارسة الأدوار الاجتماعية الناجحة.
*ويتأرجح الطفل في هذه المرحلة بين الميل للاستقلال الاجتماعي وبقايا الاعتماد على الآخرين، وبشكل عام فإنه يزداد وعي الطفل بالبيئة الاجتماعية ونمو الألفة والمشاركة الاجتماعية؛ لذا ينبغي مراعاة ما يأتي:
o يهتم الأطفال بالألعاب الجماعية المنظمة؛ لذا يحسن توفير الألعاب المفيدة، وإعطاء الطفل الفرصة للعب؛ لتحقيق الثقة بالنفس والنجاح.
o تكثر المشاحنات بين أبناء هذه المرحلة، وهنا يأتي دور المربي في حسن حلها، ومعرفة من تكثر لديه المخاصمات وأسبابها؛ لإعارته الاهتمام المناسب.
o يستعمل بعض الأطفال كلمات غير لائقة، كما يميل بعض الأطفال إلى النميمة، ويصدر ذلك لأسباب، منها لفت النظر إليهم؛ لذا يبرز دور المربي في تعليم الأطفال أحسن الألفاظ والآداب.
o إن هذه المرحلة تتصف بالتنافس بين الأطفال، ودور المربي هو استثمار هذا التنافس ليكون حافزاً لحفظ كتاب الله تعالى وللتعليم دون أن يترك آثاراً سالبة.
o في هذه المرحلة تبرز فطرة التدين، فيحاكي الطفل والديه في الصلاة وتلاوة القرآن وحفظ بعض الآيات والأذكار، وتبرز جوانب الخير في نفس الطفل؛ لذا ينبغي للمربي أن يرعى هذه الفطرة وينميها بالمعلومات الصحيحة المناسبة والقدوة الحسنة.
توجيهات للتعامل مع الأبناء:
هذه بعض التوجيهات التربوية حول تربية الأبناء الأطفال وهي ما يأتي:
o تبدأ تتحدد شخصية الابن أو البنت من السنة الثانية؛ لذا لابد أن نبدأ معه بترسيخ العقيدة، وحب الله، والآداب الإسلامية، والصدق، والتقدير، بالرفق والأسلوب الحسن، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه"، (رواه مسلم). وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" (رواه مسلم.
وقد أثبتت الدراسات والبحوث التي أجريت في هذا المجال أن لأساليب التربية الخاطئة ـ مثل العنف أوالتدليل ـ آثارا سلبية على تربية الأبناء وسلوكهم.
o زرع المحبة والعطف:
يحتاج الطفل إلى أن يكون محل محبة الآخرين وعطفهم، ويتغذى عاطفياً من خلال ما يجد من أمه وأبيه وذويه، كما يتغذى جسدياً بالطعام الذي ينمي جسده ويبعث فيه دفء الحياة، وقد وجه شرعنا المطهر إلى ذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابس فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من لا يرحم لا يُرحم"، (متفق عليه.
هكذا يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تكوين العلاقة العاطفية مع الأنباء، ولأنهم حينما يحرمونها من الآباء والإخوان سوف تتأثر صحتهم النفسية، وقد يلجؤون إلى أصدقاء السوء الذين يحاولون أن يصطادونهم بالعبارات المنمقة ثم يوقعونهم في الانحرافات.
o الحاجة إلى اللعب والمغامرة والمخاطرة:
يحتاج الأطفال للعب والمغامرة من خلال لون النشاط والألعاب التي يقومون بها؛ وذلك لتجريب قدراتهم ولاكتساب مزيد من القدرات والتغلب على الصعوبات ويبالغ بعض الآباء والأمهات في منعهم، إلا أن شيئا من المغامرة والتجريب مهم لنمو شخصية الطفل وقدراته.
o ملاحظة المواهب والقدرات لدى الأبناء:
والاهتمام بجوانب الإبداع لدى الابن ورعايتها بما يناسبها ويتوفر لدى الأب، فتقديم تلك الرعاية سوف يفيد الابن كثيراً، ورغم أهمية رعاية الأبناء الموهوبين من المؤسسات التربوية إلا أنه ينبغي ألا بهمل الأب ابنه وينتظر المؤسسات الأخرى.
o الحاجة إلى الأمن:
يدرك الأطفال ما هم عليه من ضعف، ويشعرون بحاجتهم إلى من يحميهم ويرعاهم، وهم يحتاجون إلى حضن دافئ ممن هم أكبر منهم سناً وأعظم قدرة، ويلجأ الإنسان كلما انتابه ما يهدده أو يفزعه إلى تلك القوة التي تمده بالأمن والاستقرار؛ ولذا ينبغي أن تستثمر في تعليقهم بالله والاعتماد عليه؛ لأنه هو سبحانه مصدر قوة المسلم وأمنه وسعادته.
الطرق التي تظهر بها لأولادك أنك تحبهم :
o اقض بعض وقت مع أولادك كل منهم على حدة، سواء أن تتناول مع أحدهم وجبة الغذاء خارج البيت أو تمارس رياضة المشي مع آخر، أو مجرد الخروج معهم كل على حدة، المهم أن تشعرهم بأنك تقدر كل واحد فيهم بينك وبينه دون تدخل من إخوته الآخرين
o ابن داخلهم ثقتهم بنفسهم بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها وليس فقط تقدير النتائج كما يفعل معظمنا.
o احتفل بإنجازات اليوم، فمثلا أقم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك اشترك في فريق كرة القدم بالمدرسة أو لأن الثانى حصل على درجة جيدة في الامتحان، وذلك حتى يشعر كل منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته، ولا تفعل ذلك مع واحد منهم فقط حتى لو كان الآخر لا يمر بأحداث خاصة ابحث في حياته وبالتأكيد سوف تجد أي شئ، وتذكر أن ما تفعله شئ رمزي وتصرف على هذا الأساس حتى لا تثير الغيرة بين أبناءك ثم تصبح بينهم العداوة بدلا من أن يتحابوا ويشاركوا بعضهم البعض.
o علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا قل له "يبدو أنك قضيت وقتا ممتعا في المدرسة اليوم".
o اخرج ألبوم صور أولادك وهم صغار واحكي لهم قصص عن هذه الفترة التي لا يتذكرونها.
o ذكرهم بشئ قد تعلمته منهم
o قل لهم كيف أنك تشعر أنه شئ رائع أنك أحد والديهم وكيف أنك تحب الطريقة التي يشبّون بها.
o اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه فأنت بذلك تريهم كيف أنك تحترم قراراتهم.
o اندمج مع أطفالك في اللعب مثلا كأن تتسخ يديك مثلهم من ألوان الماء أو الصلصال وما إلى ذلك.
o اعرف جدول أولادك ومدرسيهم وأصدقاءهم حتى لا تسألهم عندما يعودون من الدراسة بشكل عام "ماذا فعلتم اليوم" ولكن تسأل ماذا فعل فلان وماذا فعلت المدرسة فلانة فيشعر أنك متابع لتفاصيل حياته وأنك تهتم بها.
o عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك لا تكلمه وأنت مشغول في شئ آخر كالأم عندما تحدث طفلها وهي تطبخ أو وهي تنظر إلى التلفيزيون أو ما إلى ذلك ولكن اعط تركيزك كله له وانظر في عينيه وهو يحدثك.
o شاركهم في وجبة الطعام ولو مرة واحدة في اليوم، وعندئذ تبادل أنت وأولادك التحدث عن أحداث اليوم، وأكرر لا تسمعهم فقط بل احكي لهم أيضا ما حدث لك.
o اكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع أو نكتة وضعها جانبهم في السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمين أو في شنطة مدرستهم حتى يشعرون أنك تفكر فيهم حتى وأنت غائب عنهم.
o أسمع طفلك بشكل غير مباشر وهو غير موجود (كأن ترفع نبرة صوتك وهو في حجرته) حبك له وإعجابك بشخصيته.
o عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة ضعها لهم في مكان خاص في البيت وأشعرهم أنك تفتخر بها.
o لا تتصرف مع أطفالك بالطريقة التي كان يتصرف بها والديك معك دون تفكير فإن ذلك قد يوقعك في أخطاء مدمرة لنفسية ابنك.
o بدلا من أن تقول لابنك طريقتك خطأ قل له لما لا تفعل ذلك بالطريقة الآتية وعلمه الصواب.
o اختلق كلمة سر أو علامة تبرز حبك لابنك ولا يعلمها أحد غيركم.
o حاول أن تبدأ يوما جديد كلما طلعت الشمس تنسى فيه كل أخطاء الماضي فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن توقعك في حب ابنك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبه.

الخميس، 5 فبراير 2009



إبنى الداعى الصغير

تعد تربية الأطفال
وإعدادهم إيمانياً وسلوكياً من القضايا الكبرى التي تشغل حيز واهتمامات المصلحين على مرّ العصور , وإليك :الخطوات العملية التي من شأنها أن تسهم بشكل فعال - بإذن الله - في صناعة طفل يحمل همّ الإسلام.
إذا أردنا أن نزرع نبتة، فإننا نقوم بغرس بذرتها الآن .. ونظل نسقيها ونعتني بها كل يوم، من أجل شيء واحد .. ألا وهو الحصول على ثمرة حلوة .. تلذّ لها أعيننا وتستمتع بها أنفسنا.

ولكن !! ماذا لو كان الهدف أسمى، والحلم أكبر، وأبناؤنا زهور حياتنا..

أين نحن من صناعة هدف غالٍ وعزيز لمستقبلهم ؟! أين الأم من رعاية فلذة كبدها بقلبها الرؤوف ليلاً ونهاراً، من أجل حلم فجر مشرق "ابن وابنة يحملان همَّ الدعوة بين جنباتهم البريئة"، يرفعان جميعاً راية الدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة، قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33].

*إن مستقبل أمة الإسلام أمانة تحملها كل أمٍ، وكل أب ، وكل مربٍ، وكل مسؤول عن فلذات الأكباد. حث الأبناء بكل جد على القيام بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، و الحرص على إلحاق الأبناء بدور التحفيظ له النصيب الأكبر في الاختيار بعد أداء الصلاة ثم الحرص الكبير على اختيار رفقة صالحة للأبناء ومعرفة رفقائهم.

ومن بعض الامثلة التى ناقشتها بعض الامهات فى كيفية صنع طفل يحمل هم الاسلام

التنشئة المبكرة

"منذ صغر أبنائي وأنا أشجعهم على الانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما أتّبع معهم أسلوب معرفة الله سبحانه وتعالى وغرس محبته في أنفسهم، ودعائي لهم المستمر بالهداية. كما أشجعهم دائماً على طلب العلم الشرعي ليتقرّبوا من الله عز وجل بمعرفة أحكامه".

العبادة الشرعية منذ الصغر

"أحرص على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وبالنسبة للأولاد يبدؤون في تأدية الصلوات الخمس في المسجد من المرحلة الإبتدائية، وأحرص على الرفقة الصالحة لهم سواء داخل المدرسة أو خارجها، وبناتي ألبسهن الحجاب والعباءة على الرأس من سن مبكرة حتى يتعودن عليها بعد ذلك".

أم وصديقة!!

"أولاً: لا بد أن أكون صديقة لأبنائي قبل أن أكون أمهم كي أكسبهم ويكون لي تأثير بإذن الله عليهم.

ثانيًا: أبدأ بإصلاح نفسي؛ حتى لا يروا مني أي خطأ يهز ثقتهم بي، وحتى يكون لنصيحتي الصدى الأقوى عليهم، وأحببهم بأماكن الخير، وأجعلهم يتعاونون معي لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

تنافس شريف

"أحرص على تحقيق التنافس فيما بينهم في حفظ بعض السور والأدعية، وأشجعهم عندما يقومون بتصرف حسن ليستمروا عليه، واقتناء بعض الأشرطة التي تعلمهم الآداب الإسلامية وأشتري أقراص الكمبيوتر الهادفة، وأحكي لهم قصصاً هادفة مفيدة".

جلسة حوار

"أجلس مع أبنائي جلسات حوار بنّاء، وأتحدث معهم بكل واقعية ومصداقية عن كل الأمور التي لا يفهمونها، ولدينا أيضاً جلسات ممتعة على (النت) مع مواقع هادفة تحوي كل ما يهم الأطفال من الأسئلة والقصص".




أساعد أطفالي

"أزرع الوازع الديني في أطفالي، وأوضح لهم الحلال والحرام والجنة والنار، وأساعد أطفالي على اختيار الصديق المناسب لهم، ودائماً أستمع إليهم، وأوجههم بدون كلل أو ملل، وأخاطبهم بصوت هادئ ومنخفض ولا أستخدم العقاب الشديد عند الخطأ".

قدوتهم الرسول صلى الله عليه وسلم

"أربّي أبنائي على أذكار الصباح والمساء وأجعلهم يتّخذون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لهم في جميع تصرفاتهم، وأهذّب من سلوكهم سواء داخل المنزل أو خارجه، وأخيراً أشتري لهم القصص والأشرطة الدينية الهادفة".

التربية الصالحة أساس تأسيس طفل يحمل هم الإسلام،
ولكن كيف نغرس في أبنائنا حب الدعوة إلى الله؟

"جميل أن نغرس حب الدعوة في عروق أبنائنا منذ الصغر، فالدعوة ثمرة من ثمار العلم، والأجمل من ذلك أن نحلّق مع أبنائنا ليكونوا دعاة إلى الله يدعون أنفسهم ويدعون الآخرين.



وهذه همسات بسيطة لمن تهفو نفسه
لأن يرى أبناءه دعاة صالحين:

1ـ ليكن لديك اهتمام بالتغذية الفكرية الصائبة؛ فالدعوة بلا علم دعوة بلا رصيد، فلا بد أن نغذي الطفل برصيد من المعلومات بقدر ما يحتاجه لكي يثبت في كل خطوة، فالطفلة التي تمتنع عن ارتداء الملابس القصيرة أو البنطال، لا بد أن تعرف لماذا تركتها، وأن تدعو زميلاتها أيضاً إلى ذلك.

2ـ قص القصص من القرآن الكريم والسنة والسلف الصالح، وتذكيرهم بمواقف صغار الصحابة في الدعوة إلى الله، إضاءات جميلة لها أثرها في نفوس أبنائنا.

3ـ استثمار أوقات الزيارات في عمل برامج مسلية يتخللها مسابقات مفيدة، مع توفير هدايا بسيطة يقدمها ابنك للأطفال.

4ـ قد نحتاج لمرافقة أبنائنا في بعض الأماكن كالأسواق والمستشفيات، فما أروع أن نعوّد أبناءنا توزيع بعض الأشرطة والكتيبات أثناء هذه الجولات.

5ـ ما أجمل أن يتحلق الأطفال -كل حسب جنسه- وأن يكون من بينهم من يقص عليهم ما سمعه من شريط أو ما قرأه من كتيب، وحتى ينجح الطفل في جذب زملائه فليكن له محاولات في المنزل يقيمها الوالدان .

6ـ إشراكهم في المكتبات العامة التي تنمّي فيهم روح العلم والمعرفة، وبالتالي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

7ـ زيارة المراكز الاجتماعية ودور الأيتام وتقديم الهدايا لإخوانهم لها أبلغ الأثر في نفوس الطرفين.

ولنا وقفة واقعية مع أطفال بدأت غراس التربية الحميدة تعطي ثمارها فيهم، فهذا طفل يأمر بالمعروف، وتلك طفلة تنهى عن المنكر.


لقطات سريعة

ـ طفلة صغيرة تدّخر من مصروفها الشخصي وتودعه في صناديق التبرعات، وتحثّ من هم أكبر منها على هذا العمل.
ـ طفل كلما فتح أبوه التلفاز، يطلب منه أن يخفض صوت الموسيقى الصاخبة عند الفاصل، وبعدم النظر إلى النساء.
ـ طفلة رأت صديقتها لا تعرف كيف تؤدي الصلاة، فوجهتها للمصلى وعلّمتها كيف تؤديها، ثم جاءت إلى أمها وسألتها : امى هل لي أجر في ذلك؟
فقالت لها الأم : نعم , وشجعتها كثيراً على ذلك.
ـ طفل نصح أقاربه الأولاد بعدم سماع الغناء الفاحش وقرأ عليهم الآية الكريمة
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } [الحديد:16]

توظيف قدرات الطفل لخدمة دينه

من الضروري أن يهتم المربون بمساعدة الطفل على أن يفهم نفسه، وعلى أن يستعمل إمكاناته الذاتية وقدراته المهارية واستعداداته الفطرية، لتحقيق إسلامه وخدمة دينه، فيبلغ بذلك أقصى ما يكون في شخصيته الإسلامية وفاعليته الاجتماعية.

إن تربية الطفل التربية الإسلامية الصحيحة هي التي توظف طاقات الطفل لكي يمارس تأثيره في مجتمعه وفق ما تعلمه وعمل به من دينه؛ إذ لا بد أن يوجه الطفل لعبادة الله وحده، وهو أول ما يجب عليه أن يتعلمه ويلتزم بأدائه. ثم توجيه طاقاته إلى أداء حقوق الآخرين والإحسان إليهم، مع تعويده على ممارسة الدعوة إلى ما تعلمه وفهمه، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الطفل إذا شبّ ودأب على ممارسة الدعوة إلى الله على حسب فهمه واستيعابه -وهو حصيلة تربيته الدينية-، فبعون الله وتوفيقه يجني الآباء والأمهات ثمرات ذلك ناشئاً مؤهلاً للقيام بأعباء الدعوة حاملاً همَّ الإسلام والمسلمين. فالأطفال متى ما تربّوا على هذا الدين قادرون على أن يمارسوا مهمة الدعوة مع أقرانهم وزملائهم وإخوانهم وأسرهم، بل حتى في الطريق كما في موقف الطفل مع المدخن.


لكن ينبغي للمربين أن يوضّحوا للأطفال مفهوم الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان آدابه وأساليبه اللائقة، حتى لا يقعوا في حرج المواقف الصعبة، وتذكيرهم بالأجر والصبر إن حصل شيء من ذلك، مع مراعاة عدم إشعارهم بالتخذيل والتخويف من القيام بتلك المهمة.

فلنشجع صغارنا على الدعوة إلى الله ؟
أخي الحبيب لو جربت تعويد طفلك على الدعوة إلى الله منذُ الصغر وبطريقة تتناسب مع عمر الصغير وتفكيره إنك بذلك تغرس فيه أشياء كثيرة وجميلة لعل منها:
- تعلمه الامتثال لأمر الله تعالى الذي أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيراه بالتطبيق العملي الواقعي، وأنت تعلم ما في ذلك من الأجر الذي سيأتيك بإذن الله في حياتك وبعد مماتك.
- تغرس في نفسه حب الآخرين والحرص على هدايتهم.
- تجعله يحمل همّ هذا الدين وهمّ تبليغه، وليس فقط قلباً لا يحمل سوى هم اللهو أو متعة زائلة.
- تعوده على الجرأة وطلاقة اللسان وانتقاء الكلام المناسب عند محادثة الآخرين.
- تزرع الثقة في نفسه وأنها قادرة على العطاء والتغيير.
- إعداده وتهيئته منذُ الصغر ليكون فرداً إيجابياً له دوره في المجتمع وليس فرداً يواجه مواقف الحياة بسلبية لا تقدم ولا تؤخر، فتعويد الطفل منذُ صغره على أمر ما أسهل بكثير من تعويده عليه حال الكبر.
إنّ الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا تلين إذا كانت من الخشب
- وهناك مواقف كثيرة لدعوة الصغار وما لها من أثر بالغ على الناس ومن تلك هذه المواقف: يقول أحدهم توقفنا عند الإشارة وكان بجانبنا سيارة ترتفع منها أصوات الموسيقى الصاخبة، فقلت لابني الصغير: افتح السيارة وقل للرجل جزاك الله خيراً اخفض صوت الموسيقى الصاخبة فإنها مزعجة فتبسم ذلك الرجل ورفع يديه محيياً ابني وقال: شكراً لك يا حبيبي وأغلقه تماماً.
ويقول الآخر جاء إلى منزلنا عامل ليصلح شيئاً في المنزل فأخرج هذا العامل سيجارة وبدأ يدخن، ورآه ابني الذي يبلغ من العمر قرابة الخمس سنوات، وقال لا تدخن في منزلنا يا عثمان مرة أخرى ألا تعلم أن التدخين حرام وأنت مسلم ؟ لا ينبغي أن تفعل محرماً وقد أعطاك الله الجنة وأعطاك النار ففرق بينهما وأخذ يسرد الكلام له سرداً وعثمان يبتسم ويعجب ووالده بجانبه يبتسم أيضاً ويعجب من كلامه..فلما انتهى خجل منه هذا العامل وقال له لأجلك فقط يا عبد الله سأترك التدخين من اليوم فقال الوالد بل قل لأجل الله تعالى، لا لأجل أحد من البشر حتى يعينك ويأجرك ومنذ ذلك اليوم لم يعد هذا العامل إلى التدخين أبدا ً.
أسأل الله أن يوفقنا لحسن العناية بأبنائنا وأن يقر أعيننا بصلاحهم انه ولي ذلك والقادر عليه. من كتاب ( تجارب دعوية ناجحة ).